في الكويت بيت تتحدث كل زاوية فيه عن قصص وبطولات، اجتمع فيه كل أطياف المجتمع الكويتي وعكس الصورة الحقيقة لأهل الكويت في مواجهة المحن والمخاطر.
صباح ذلك اليوم 24 فبراير من العام 1991 قبل تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم دخل جنود الطغاة شارع كان بالنسبة لهم كابوسا حين تصدى لهم البواسل أبطال المقاومة الكويتية من مجموعة المسيلة.
يا أعظم الدروس في الوحدة الوطنية، أهي المصادفة أم القدر أم واقع أهل الكويت في كل وقت وزمن؟ كيف اجتمعتم وانصهرتم على شعار واحد لا بديل له نموت وتحية الكويت؟.
اعتدت الذهاب في الأعياد الوطنية لذلك البيت «بيت شهداء القرين»، لأشاهد المكان كل مرة وكأني لا أعرفه حيث تقف دبابة أمام المنزل في صورة تختزل العدوان العراقي الغاشم على بلدي الغالي الكويت.
آثار القذائف في كل مكان بعضها حطم الجدار والآخر اخترق أجساد أبطال المقاومة في أحداث انتهت باستشهاد مجموعة وجرح وأسر مجموعة أخرى.
في أعيادنا هذا العام سيصادف 24 فبراير 2019 عطلة رسمية وأتمنى أن تفتح أبواب متحف بيت القرين للزوار وأن تكون هناك فعاليات تحيي ذكرى شهداء بيت القرين.
أما ما نأمله من الجهات الرسمية، ومنها وزارة الإعلام أن تقوم بدورها في النقل التلفزيوني من متحف بيت شهداء القرين في صباح ذلك اليوم وتوثيق توافد الزوار ومقابلة أسر الشهداء وأبنائهم، وكذلك المجلس والوطني للثقافة والفنون والآداب كما عودنا في كل عام بالاستعداد لاستقبال أسر الشهداء والناجين من ملحمة بيت القرين والزوار بشكل عام، كون المتحف تحت إشراف قطاع المتاحف، وأيضا مكتب الشهيد المعني بالشهداء وأسرهم، فذلك اليوم لا يمكن أن يمر دون ذكر أو إقامة فعاليات تليق بشهداء الوطن وتخليد بطولاتهم وتضحياتهم في الدفاع عن الوطن وكرامته.
لتكن وجهتكم يا أهل الكويت يوم 24 فبراير إلى المكان الذي قدم فيه الشهداء أرواحهم فداء لتراب أرض الكويت، ولنزرع في أبنائنا الحب والولاء والانتماء للوطن والتعايش والتسامح والوحدة الوطنية ونبذ الطائفية والقبلية والفئوية والعنصرية ونكون كويتيين فقط ولا ننقسم ولا نتجزأ كما كان الأبطال والشهداء داخل بيت القرين بيت كل الكويت.