بعد تصاعد الأحداث في الآونة الأخيرة بين أميركا وإيران ودخولنا في احتمالات أزمة حرب سياسية واقتصادية والضغط على أن تدخل منطقة الخليج في حرب مجبورين عليها، كان من المتوقع أن يكون هناك اجتماع خليجي على اقل احتمال نظرا لأهمية الموضوع وتحديد الموقف الخليجي من هذه التداعيات.
بل إن هناك حاجة ماسة لانعقاد قمة إسلامية وعربية وخليجية طارئة وهذا بالفعل ما تم حين دعت الرياض لثلاث قمم غاية في الأهمية.
كقارئ للأحداث السياسة التي أراها لم تستقر منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو الأكثر وضوحا في سياسته المباشرة من باقي من تولى قيادة البيت الأبيض (وهو اختيار الشعب الأميركي بانتخابات ديموقراطية) إلا أنه الأضعف، حيث فتح جبهات صراع عديدة في الداخل الأميركي بقرارات إقالة المسؤولين لديه في البيت الأبيض واتهامه وهجومه على خصومه وكأنه ما زال في مرحلة إعداد حملته الانتخابية! ودوليا فصراعاته الصبيانية لم تترك أحدا سواء من حوله مثل فنزويلا والمكسيك أو كوريا الشمالية وكذلك الصين بحرب اقتصادية شرسة والرضوخ لكل مطالب إسرائيل بتشديد الخناق على إيران كونها الخطر الأكبر على وجود إسرائيل في الشرق الأوسط وهذا سبب خوفهم والذي نراه يحول على انه قلق خليجي- عربي- إسلامي والعكس صحيح.
ومن خلال تصريحاته المتذبذبة أحيانا يستخدم لغة الشدة وأحيانا يريد التفاوض، ولكن الواضح لنا هو (عدم اطمئنان) منطقة الخليج من تضارب الأفعال من الجانب الأميركي وهذا أمر لم نعتد عليه بصراحة بالتعامل مع الإدارة الأميركية.
هذا بحد ذاته سبب لحالة القلق والخوف الذي يسود المنطقة برمتها فلا يكتفي هذا الرئيس بالتحكم بالنفط وسياسات الغير واستنزاف أموالهم بل (نتوقع منه الغير متوقع) أليس هو من نقل السفارة الأميركية للقدس واعترف بالجولان على أنها أرض إسرائيلية وسلمهم صكاً بذلك؟!
هذه القمم مفترض أن ترمم الخلافات أولها الخليجي وهو الأهم لأن مصيرنا مشترك ولا نستطيع المجازفة بذلك.
كذلك القمة العربية والإسلامية لذات الهدف بالإضافة لتشكيل مجموعة كبيرة من الدول لتشكل ضغطا كبيرا على (أي طرف) يريد أن يصدر قرارا أحاديا أو يتمادى ويفرض عليه التراجع.
ما يجعل منطقة الخليج مختلفة هو الموقع الاستراتيجي للنقل البحري والنفط (الذهب الأسود)، ولو كانت أوطاننا وأرواحنا مهمة لما رأينا استرخاص دماء الأطفال والنساء في بلداننا العربية والإسلامية ومشاهد تدمي القلب في نشرات الأخبار والصحف.
الحرب لغة الموت والدمار ويجب أن نوقف خلافنا الخليجي وتمزقنا العربي، ليقوى عالمنا الإسلامي لنواجه الخطر الحقيقي وسعي أعدائنا لإضعافنا وانشغالنا بالحروب لكي تستمر مخططاتهم.
قضية فلسطين وعاصمتها القدس أولويتنا وكذلك كل أرض عربية محتلة من الكيان الصهيوني، ووقف الحروب والنزاعات في سورية وليبيا واليمن وحقن دماء المسلمين والأبرياء وعدم التدخل في تقرير مصيرهم وشأنهم الداخلي.
إيران لاعب دولي مؤثر في الشرق الأوسط على الأقل وهي عضو كبقية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ولا تستطيع الاعتداء على دول الخليج والعالم العربي أو الإسلامي لذلك لا نحتاج تعهدا منها على ذلك.
٭ بالمختصر: إسرائيل هي من في خطر!