هو مقعد تختلف أشكاله وألوانه، قيمته حسب موقعه، فأحيانا يكون مقعدا دراسيا أو مقعد انتظار لمحطة باص بجانب الطريق وربما مقعد في احد المستشفيات مر عليه آلاف المرضى وبقي هو عليلا!
حياتنا كلها كراسي! وخلف كل مكتب كرسي يحمل شخصا حسب أهميته، وكلما زادت مكانته ونفوذه زادت تفاصيله وبطانته لراحة (طال عمره)، لأنه من غير المعقول أن يجلس شخص مهم ساعات طويلة لإنجاز أعمال مهمة لتغير حياة البشرية دون أن نهتم براحة رقبته وعاموده الفقري الذي ينتهي بـ (العزيزو) لطويل العمر!
كذلك هناك مقاعد تقوم الدنيا وتقعد لكسبها لونا أخضر داخل قاعة تعرف بمجلس الأمة من خمسين كرسيا ويمكن أن نطلق على هذا الكرسي «سيد الكراسي»، والسبب انه صاحب هذا الكرسي أولا محصن، ثانيا يصارع الحكومة من اجل حقوق ومكتسبات المواطن، وثالثا يهابه وزراء الحكومة خوفا من منصة الاستجواب، من اجل هذا الكرسي أيضا تشيد المقرات والولائم وتصرف الأموال لحملات انتخابية ربما اكثر من حملات انتخابية رئاسية لدول كبرى!
إلا أن هناك كرسيا لا يرغب فيه أحد، يعتقد البعض أن صاحبه مسكين (فقير) يجب أن نشفق عليه، كرسي بعجلتين دورهما أن ينقلا هذا الشخص كما يتنقل الإنسان السليم بقدميه من مكان إلى آخر في حياة طبيعية!
تخيل أن هذا المقعد للمعاقين! ولكن صعب الحصول عليه ويعاني الكثير منهم من الجهات المسؤولة بين وزارة الشؤون والهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة ولجنة القياسات للكراسي في مستشفى الطب الطبيعي.
ينتظر المعاق للحصول على كرسي (قدمين) يمشي بهما كالأصحاء وينتظر طويلا بسبب الروتين الحكومي وتخصيص الميزانية اللازمة لشرائه أو ترسية مناقصة على الشركة حسب المواصفات!
ليس ذلك فقط بل لا يستطيع المعاق اختيار الكرسي المناسب له بخلاف ما يوصي به المختصون! فتجدهم يشتكون من الكراسي ولكن لا مجيب لهم.
مناشداتهم تملأ وسائل التواصل الاجتماعي يوميا، وجمعيات الدفاع عن المعاقين لم تترك مسؤولا لتجتمع به لإيصال معاناتهم مع الكراسي.
ونقول إلا هذا الكرسي يا حضرات المسؤولين الأفاضل، هو يكون باختيار المعاق وحق من حقوقه والنوعية التي يرتاح اليها، هو من سيجلس طوال حياته على الكرسي ويمارس حياته اليومية، فاتركوا الخيار لهم واستمعوا لملاحظاتهم.
باختصار: أبعدوا كرسي المعاق عن لعبة الكراسي.