لمقارنة الأشياء نحن بحاجة لأشياء موجودة على أرض الواقع وتكون ملموسة ويمكن قياسها.
ورد تصريح مصدره الناطق الرسمي للحكومة مفاده بأنه ستكون هناك آلية مستقبلا لتشكيل فرق أو ما شابه ذلك من الشباب والمبادرين والموظفين في الدوائر الحكومية وذلك لأخذ الأفكار والمقترحات وتبنيها من الحكومة لتنفيذها.
الأمر طبيعي وذلك أيضا تعمل به حكومة دبي وتستقبل الأفكار ومقترحات كذلك، لماذا ذكرت دبي لأنها في الوقت الحاضر أصبحت النموذج الذي نقيس عليه تقدم وتطور الخدمات المطبقة فعليا، هنا لا نتحدث عمن سبق الآخر فلا يختلف اثنان على تفوق الكويت في وقت ما في كثير من المجالات (رياضة وصحة وتعليم وثقافة وفنون وسياحة وترفيه).
ما يهمني هنا كيف يتم ذلك (الأمر فكر وإدارة) الاقتراح وحده لا يكفي مهما كان جميلا فالتطبيق هو الأهم.
وأنا أغادر احدث فندق في مشروع النخلة- دبي وأنظر حولي وأقول في داخلي «هذا المكان لا وجود له» نعم لا وجود له بل أوجده من كان يرى انه لا شيء مستحيلا اذا كنت تملك الأفكار والمشاريع وتدعمها وتؤمن بأنها ستكون حقيقة.
وعندما وصلنا شارع الشيخ زايد مترامي الأطراف والمحاط بمبانٍ وناطحات سحاب ويمر في الأعلى مترو دبي كنت أقول أيضا: «لماذا - وما المانع»؟! أي لماذا لا يكون الشارع لدينا كما لديهم وما المانع من تنفيذ مثل هذه المشاريع؟!
كان هناك من في أعلى الهرم ينفذ المشاريع ليبهر المواطنين والمقيمين والزائرين لدبي.
وربما اكثر سؤال يوجه لك اذا كنت مسافرا إلى دبي بالصيف هو: تطلع من حر وتروح للحر!
أينعم لأن هناك مجمعات ومناطق ترفيهية مغلقة بالكامل ومكيفة بالإضافة لتعدد الأماكن والأنشطة وكل عام نجد شيئا جديدا.
لا فائدة من الكلام الكثير، كذلك الاقتراحات والأفكار الكثيرة المكدسة في الأدراج.
الى الآن حكومتنا لا تستطيع أن تغير الحياة في الكويت وتحسين المعيشة والخدمات، بل عجزت عن حل المشاكل مثل أزمة الأمطار التي ستكمل العام دون حل كلي لأزمة الأسفلت وتطاير الحصى.
الحكومة تستخدم نظرية (الهروب الى الأمام) وتطلب الأفكار والمقترحات، وماذا عما سبق؟
المفترض ان من يعين في منصب ان يكون أهلاً له ويكون عند حسن ظن المواطنين وعلى قدر المسؤولية ويضع بصمة من خلال إنجاز وتطوير ووضع الآليات والخطط لتنفيذها لا ان يعتمد على ملاحظات واقتراحات المواطنين.
لتتابع الحكومة وممثلوها وسائل التواصل الاجتماعي وسترى المواطن يطالب بحل أزمة المرور وتقنين الرخص وتكويت الوظائف الحكومية وحل مشكلة السكن وإنجاز المدن السكنية بسرعة وإصلاح الطرق وتعويض المواطنين المتضررين من موسم الأمطار الماضي، وإيجاد حل لأزمة القروض وفوائدها والمطالبات بمستشفيات ذات مستوى عالمي ومواعيد قريبة دون الأسبوع، وتعديل سلم الرواتب للموظفين في ظل غلاء المعيشة المستمر.
أين المساحات الخضراء والزراعة التجميلية في الكويت؟ أين الشواطئ الجميلة والمرافق الترفيهية حتى لو مدينة واحدة مؤقتة؟ أين تنشيط السياحة الداخلية وجذب السياح من الخارج؟
انتهى الصيف وعاد اغلب المواطنين والمسؤولين من إجازاتهم في الخارج وعدنا للواقع.
بالمختصر: لكل صاحب قرار اذا لم تستطع ان تصنع فرقا وان تجعل الكويت أفضل مكان العيش فيه، فأنت لا تستحق المنصب فهو تكليف وليس تشريفا.
رسالة: موسم دراسي جديد أتمنى أن تكون هناك خطة واستعداد كامل لوزارة التربية لاستقبال الطلاب والطالبات وخطة مرورية لتفادي ازدحام الطرق وسلامة مرتاديها.