بعد انتخابات مجلس الأمة ٢٠١٦ بالصوت الواحد جلست أدقق في المراكز العشرة الأوائل في الدائرة الأولى، حيث إنني مقيد بجداولها منذ سنوات وأصوت فيها، فلفت انتباهي أرقام بعض من لم يحالفهم الحظ، وكان من بينهم نواب سابقون وشخصيات لها مكانتها بالمجتمع أو بمهنهم المعروفة بين عامة الناس.
لأذكركم أيضا في ذالك الوقت، كان التوجه نحو التغيير وتحديدا اختيار الوجوه الشابة من يعول عليهم انتشال الكويت من حالة (الشلل السياسي) والفراغ التشريعي الذي نعاني منه وبين مواكبة المجلس والحكومة لهموم ومشاكل الشعب عامة من تراجع في كل المجالات.
من بين أسماء الشباب المرشحين د.علي عبدالرسول القطان، هذا الشاب عرفته منذ الطفولة تحديدا في منطقة الشعب لطالما كنت أجد صديقي علي مميزا ومختلفا، وكان لديه طموح وأطروحات قريبة جدا من أفكاري.
لم أستغرب تواجد اسم صديقي بويوسف بين أسماء المرشحين فهو حاصل على درجة الدكتوراه في الإدارة وعمل أستاذا في الهيئة العامة للتطبيقي، كما عمل في القطاع الخاص وأيضا في مجلس الوزراء، ومثل الكويت في جامعة الدول العربية، كما أثبت جدارته وكُرّم من قبل صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه.
أعود بكم إلى نتيجة د.علي في الانتخابات السابقة وظروفها وهو العائد من الخارج وبتجهيزات فترة قصيرة ولكن بتميزه وأسلوبه وتواصله مع الدواوين والذي أثنى عليه الكثير بالسعي لخدمة الناس وخاصة بوجود مجاميع وكوادر شبابية حوله من كل أطياف المجتمع الكويتي فهو مؤمن بالعمل للوطن ولا أحد غيره ولا يهتم إطلاقا كونك ضمن تيار وعائلة أو مذهب أو قبيلة، بل يضع أمام عينيه خدمة الناس وكل مواطن كويتي وطرح الرأي المعتدل الوطني باستقلالية دون ضغوط، مؤمن بأن الناس يقيمونه بما يفعله ولا يسعى لكسب عواطفهم بطرق انتخابية تقليدية.
مع العلم أن الدائرة الأولى من أشرس الدوائر الانتخابية ومن الصعب النجاح فيها بل من الصعب تحقيق رقم منافس كون أغلب المرشحين فيها يعتمدون على تقسيمات تتكون من تيارات وفئات ومذاهب وعوائل أو قبائل تشكل الجانب الأكبر من القواعد الانتخابية للمرشحين.
ورغم كل ذلك حقق هذا الشاب الطموح بفضل من الله تعالي ثم بجهود من معه والناس التي قررت أن تتحرر من التصويت الموجه، 1603 أصوات.
كان هذا الرقم منافسا جدا، والسؤال كم هو الرقم الذي سيحققه في حال خوضه انتخابات مجلس الأمة 2020؟!
وللعلم بعد عام أو أكثر من نهاية الانتخابات الماضية، صدر مرسوم بتعيينه وكيل وزارة مساعدا في الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، فهذا الشاب الطموح شق طريقه بعصاميته وتدرج في العديد من الجهات وحصل على خبرات تجعله من أوائل الشباب المتوقع فوزهم في الدائرة الأولى في الانتخابات القادمة.
بالمختصر: كلنا نطالب بالتغيير ونتعذر بعدم وجود خيارات بين المرشحين، الآن لا عذر لكم فهناك شباب يستحق الثقة وحان وقت تغيير ثقافة التصويت الأعمى لرموز وأسماء تواجدت أعواما في المجلس بعضهم تخبط بحل قضايا المواطنين وحصرت الخدمات في محيطهم وناخبيهم والمقربين منهم.
رسالة: إذا وجدتم الشباب اكتسحوا المراكز الأولى في الانتخابات القادمة وسقطت أو تراجعت الأسماء اللامعة ذات القواعد والتيارات والتصنيفات العائلية والقبلية والطائفية فلا تستغربوا، فاستعدوا للواقع الجديد من الآن لبناء حالة سياسية جديدة سيكون فيها «للشباب كلمة».