الحياة عبارة عن منظومة اجتماعية ضخمة، بعض التعاملات فيها تكون بشكل يومي في محيط الأسرة والعمل وبعضها يعتمد على مناسبات سنوية كالأعياد او مناسبات الأفراح والعزاء وغيرها.
ولأن طبيعة البشر الاختلاف والخلاف فيما بينهم، علينا ألا نتخذ موقف من كل شيء إلا إذا تعدى ذلك الخلاف حدود الكلمات والأفكار والنقد إلى التجريح والصراخ والتطاول الشخصي بكلمات سيئة.
ومن واقع تجربة، أغلب الأشخاص الذين اختلف معهم يكون بسبب عدم فهم وجهة نظري وطريقة إبدائي للرأي أو الحكم المسبق حتى قبل حديثي!، حيث إني أحب ان أطرح الكلام متسلسلا ولي سياق محدد وما أن أسترسل في الحديث إلا وتأتي الأفكار التي أريد إيصالها.
أما المقاطعة أثناء الحديث فهي ليست سيئة دائما، استخدمها لإثراء الموقف أو تلطيف الأجواء، إذا لاحظت مشاحنة في الحديث، ولكن إذا وجه لك الكلام مباشرة وكان فيه اتهام أو معلومة غير صحيحة أو استخدم أسلوب سيئ معك، اقطع الحديث ولا تنتظر بل وأنه الحوار واترك المكان فورا.
إذا كانت ذاكرتك جيدة للحفظ استجمع ملاحظاتك واطرحها في نهاية النقاش أو استعن بمدونة وسجل فيها ما تريد قوله واجدها أفضل طريقة.
الحوار ليس ساحة للقتال ولا يوجد في نهاية النقاشات «رابح» أو «خاسر» بل هي أبسط من ذلك، يمكن أن تكون مستمعا أو متحدثا أو ما بين الاثنين وما يحدد ذلك هو قرارك في أي جانب ستكون مستفيد اكثر، فهذا هو هدف النقاش أو الحديث الحقيقي.
كما أن من المهم جدا ان ترتب تسلسل النقاط التي تريد الحديث فيها ولا تتنقل بينها لكي لا تفقد قيمة النقطة او الملاحظة إلا إذا كانت هناك نقطة ارتباط جوهرية بينهما.
الحوارات العائلية مهمة جدا، اجتمع بشريك حياتك أو أبنائك تحدثوا معهم بحنان ولطف لأن العائلة مصدر الثقة الأساسي لهم ولا تدفعوهم لاستيراد مشاعر وعواطف من الخارج ربما تندمون عليها مستقبلا. أما الوالدان فهما على صواب دائما وتذكر انك الصغير الذي تربى في أحضانهما.
الحوارات في جانب العمل يجب ان تكون محددة وقصيرة ليس مطلوب فيها ان تكون لطيفا وحنونا بل ان تكون لبقا ومؤدبا وإذا بدا لك شيء غامض اتركه وكرر ذلك الحوار بين فترة وأخرى.
أما حوارات الهاتف الطويلة فهي الأسوأ بالنسبة لي، فهي ميتة وغامضة وتؤثر فيها الظروف المحيطة بالمتحدث نفسه فتكون النتيجة سلبية ولا بأس بها حتى الوصول للشخص نفسه مباشرة.
هناك من سيود الحديث معك وهناك من سيصبح «روبوت آلي» في الإجابة عليك، وعلى أي حال لن يحبك او يكرهك الجميع.
بالمختصر: لا تصطنع الحديث ولا تثقل بالكلام ولا تقترب ممن يبتعد عنك ولا تترك القريب منك.
رسالة: انتقاء الكلمات فن يدرس في الكلام، ولا تضع كلمة في غير محلها وتذكر ان هناك كلمات يمكن استخدامها مثل «آسف» او «أعتذر» حتى ولو لم تكن مخطئا في شيء، فالحياة أقصر من أن ندرك وقتا للتسامح والاعتذار قبل ان يدركنا الموت.