وصلنا إلى دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة، شخصيا كنت أنتظر كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، في حفل الافتتاح. لماذا كنت أنتظر هذه الكلمة؟
لأن كلمة صاحب السمو ستكون «بوصلة»عمل للحكومة والمجلس في المرحلة القادمة وهي مرحلة عصيبة كما وصفها سموه، حيث تتفاقم وتتصاعد فيها التحديات الإقليمية من حولنا، مما يلزم علينا التركيز على وحدة الصف الداخلي ونبذ الخلافات العابرة والمصالح الضيقة ووضع مصلحة الكويت أمام أعيننا وأنها الكيان الباقي وأننا زائلون.
كمتابع للشأن البرلماني وكما شاهدتم تسابق النواب على تقديم الاستجوابات قبل بداية الفصل التشريعي الأخير الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات، فهل حقا كسر النواب «صمتهم» عن تقاعس الحكومة كما يرون في حل كثير من الملفات المهمة؟ أم أنها «حالة انتخابية تقليدية» وحسب تجاربنا هذا الوضع غالبا ما يسبق حل مجلس الأمة أو قرب انتهاء مدته كما حدث في المرات السابقة!
بداية النهاية، هي اختصار للرمق الأخير من عمر هذا المجلس ويعود لنا المرشحون بمقراتهم وبرامجهم الانتخابية والتي أجزم بأن أغلبكم نسيها ونسي مواقف النواب من التصويتات للقوانين ومواقفهم من الاستجوابات وطرح الثقة بالوزراء.
ومن المفترض أن دور عضو مجلس الأمة تشريعي ورقابي، ولا مانع من الانتصار لبعض القضايا مثل افتتاح «مدخل» او «مخرج» للمنطقة ويحق للنائب أن يفتخر بهذا الإنجاز العظيم ! مادام ذلك يرضي طموحات وتطلعات ناخبيه!
نحتاج كذلك إلى «مداخل» و«مخارج» عديدة لننهي كثيرا من الملفات والقضايا الشعبية العالقة ونحتاج إلى «فكر جديد» حكومي نيابي على مستوى التحديات الصعبة.
سؤال آخر، كم قضية شعبية من المحتمل أن تدفع المواطنين إلى النزول إلى ساحة الإرادة للتعبير عن آرائهم؟ مثل قضية فوائد القروض والقضية الإسكانية والتعيينات الباراشوتية والشهادات المزورة وملف تزوير الجنسية بالإضافة إلى تأخر المشاريع الحكومية وظهور عيوب كثيرة في تلك المشاريع بعد افتتاحها؟!
إذا بدأت حالة «الاستياء الشعبي» فلن تنتهي ومن السهل لضعاف النفوس استغلال مثل تلك الأجواء لصالحهم وخدمة أجنداتهم، فهل تعي الحكومة ويعي المجلس ذلك لتصحيح المسار مستقبلا في الجانب التشريعي والجانب التنفيذي؟
٭ بالمختصر: إذا لم تستوعب الحكومة والمجلس خطورة الأوضاع الإقليمية وحجم مسؤولياتهم الداخلية، ستكون النتيجة الدعوة لانتخابات مبكرة لمجلس الأمة وتشكيل حكومة جديدة.
٭ رسالة: الكويت ثم الكويت ثم الكويت.