راحت حكومة وجاءت حكومة! وجاء رئيس حكومة جديد.. شنو الجديد؟
الجديد أن الأسماء ستتغير ونشاهد أسماء وزراء جدد، ونضع النظريات والفرضيات والتوقعات حول أدائهم، هذا سيصلح الوزارة واذا به «المصلح» يستسلم لمن «يتمصلح».
أخبركم بسر بيني وبينكم! بعيد الشر عنكم يقولون الكرسي الوزاري «مرض» خبيث يصيب صاحبه بحالة من «التفرعن» و«التلعن» وبمجرد أن تصل لهذا المنصب وتدخل مكتبك الجديد تغير الأثاث والفرش وحتى طاقم العاملين!
أول صراع وزاري للوزير في أي وزارة، هو وكيل الوزارة والوكلاء المساعدون! راح يطلبهم ويجتمع فيهم تدريجيا ويبدأ بالنقاش وفرض رأيه من منطلق قوة «المنصب» وليس «المنطق» واللي ما يطيع يضيع، أما يتغدى فيهم أو يتعشون فيه!
لكن المهمة الحقيقية المطلوبة من الوزير تحمل المسؤولية السياسية وهذي ممكن تصعده منصة الاستجواب خاصة إذا كان رافع الجامة على النواب فيا ويلك ويا سواد ليلك!
بس تدرون يستاهلون الوزراء لأن الغالبية منهم يخلون الموظف يبحث عن نائب يحل له مشكلته بالوزارة وغالبا يكون مظلوما بسبب التعسف في استخدام السلطة من القياديين بالوزارة خاصة إذا ما كنت من ربعهم! بالعربي.. يعني انتم تيبون المشاكل لنفسكم!
الوزير إذا ما كان عنده خطة عمل يقدمها لرئيس الوزراء خلال مدة زمنية فهذا ما يهمه إلا «البشت» ولقب وزير! أما لو وضع وزيرا متخصصا في وزارة عنده على الأقل الإمكانيات العلمية ويضيف عليها خطته العملية فهذا الوزير المطلوب للإنجاز الحكومي.
وتبقى آلية اختيار الوزراء إلى يومنا هذا «سرية» رغم أن رئيس الوزراء يختار الوزراء، لكن يبقى السؤال المحير: من الذي يرشح هؤلاء الوزراء ويعرض ملفاتهم ويبرر الأسباب المقنعة لتوليهم الوزارة دون غيرهم؟!.
هل سمعتم بموظف مجتهد او نشط متدرج بوزارته حصل على هذا المنصب الوزاري؟ الجواب: «لي حبتك عيني ما ضامك الدهر»، وانت موت «قهر» لأن فلان شيخ ولد شيخ، وفلان تاجر ولد تاجر، وفلان وزير ولد وزير، ولأنك «فلنتان» مواطن ولد مواطن والمطلوب منك تعطينا مقترحاتك وأفكارك نتبناها ونحطها بأسمائنا لأننا نملك العرق «الوزاري».
يا مواطن يا ابن الحلال روح انزل انتخابات جمعية تعاونية او نادي رياضي او نقابة عمالية ولا حتى انتخابات مجلس الأمة والبلدي، تبي وزير من صجك انت؟!
انزين اشلون اخذ وزارة؟ طلع لسانك وحوش خشمك! قول خميس كمش خشم حبش! الشمس المتشمسه! مبروك جاتك وزارة.
وقبل التشكيل الحكومي، زاد نشاط وزراء تصريف العاجل من الأمور وأيضا زاد ظهور الوزراء السابقين في تصريحات إعلامية، هذا غير الطامحين الجدد لمقعد «الأحلام».
بالمختصر: من سابع المستحيلات أن يتم اختيار أي وزير دون أن ينتمي إلى جماعة تضغط له للحصول على مقعد بالحكومة، تعددت الأسباب والواسطة وحدة.
رسالة: إذا لم تتأسس هذه الحكومة على وزراء ذوي نهج وفكر فإن النتيجة ستكون استمرارنا في مزيد من القرارات غير المدروسة والتخبط الوزاري.