ليسوا ضعفاء بل أقوياء ولا يطلبون عطفكم بل دعمكم، أقوياء لدرجة لا تتصورنها، ما شاهدته هو درجة عالية جدا من الإصرار والعزيمة ممزوجة بالإبداع المدهش.
نعم أذهلني جدا، ولا أبالغ في وصفي وذلك لما شاهدته في المهرجان الخليجي المسرحي الخامس لذوي الإعاقة الذي تستضيفه الكويت تحت رعاية سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظة الله ورعاه، لاهتمام سموه المستمر بكل ما يعني هذه الفئة، وذلك خلال الفترة 3 إلى 9 ديسمبر 2019 على مسرح مركز الكويت للتوحد في منطقة مشرف بالتعاون مع الهيئة العامة لذوي الإعاقة والمكتب التنفيذي لوزراء التنمية والشؤون بدول مجلس التعاون الخليجي.
وفود خليجية تجتمع في قلب الكويت وتجدد عهد الأخوة والالتقاء والتلاحم والتسامح وتعرض لنا فنا مسرحيا راقيا جدا ويكتسح خشبة المسرح أحباؤنا من ذوي الإعاقة فيأخذونكم إلى عالم آخر.
هم ليسوا باحثين عن الشهرة ولا عن المال، ما شاهدتهم كانوا أبطالا حقيقيين وليسوا ممثلين فقط فكنت أرى كرسيا متحركا يحمل مبدعا، وآخر يتجول في المسرح بخطوات موزونة بالكاد تعرف أن لديه إعاقة بصرية! كم كانوا مذهلين لهذه الدرجة من الاحترافية.
قلبوا الطاولة، لأنه من المعتاد أن نشاهد دور ذوي الإعاقة في المسرح أو في المسلسلات التلفزيونية يؤديه ممثل محترف كإنسان سليم بالأساس، ولكن هذه المرة ذوو الإعاقة هم من يعزفون لنا سيمفونية منسجمة بعروض يرسلون لنا من خلالها رسائل حياتية ومفاهيم وقيما رائعة.
وأتمنى من المخرجين أن يشاهدوا هذه الأعمال المسرحية والاستثمار في الطاقات المبدعة في مسلسلاتهم خاصة في شهر رمضان المبارك أو على خشبة المسرح.
كما أتمنى من وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون دعم وشراء هذه الأعمال المسرحية وعرضها على الجمهور ليتسنى لأكبر عدد من المشاهدين الاطلاع على هذه الطاقات المبدعة.
فتحية لكل من ساهم في نجاح هذا المهرجان من هيئة ذوي الإعاقة والمكتب التنفيذي لوزراء الشؤون والتنمية بدول مجلس التعاون الخليجي ووزارة الإعلام الكويتية ووفود الدول الخليجية المشاركة ووسائل الإعلام المختلفة، وباقة ورد لكل فرد ساهم بهذه الفكرة واستمرارها ونتمنى أن تحظى بدعم وانتشار واسع في السنوات المقبلة.
بالمختصر: فئة ذوي الإعاقة جزء مهم ومكمل للمجتمع في كل المجالات، قهرتم الإعاقة بمواهبكم الجبارة.
٭ رسالة: خليجنا واحد وشعبنا واحد نستمد قـوتنا فـي تجمعنا.