«ما اشتدت إلا وانفرجت»، هكذا يقال في أقصى درجات ومراحل الخصام، وغالبا ما يكون حل المشكلة موقفا بسيطا جدا وكأن الجميع ينتظر هذه اللحظة ليقول «طاح الحطب».
ولكن نحتاج إلى «الحطب» لنشعله ونحرق فوقه كل ما أفسد صفو العلاقات الأخوية الخليجية، ونحرق كل ما جعل البعض من شخصيات ووسائل الإعلام من تلفزيونات وصحف ومنصات التواصل الاجتماعي «تعبث» في روابطنا وتماسكنا الخليجي.
تعلمت أسلوبا تقليديا في حل المشكلات وهو أن تأتي بورقة وقلم وتكتب الأمور السلبية والمشاكل التي تريد أن تتخلص منها ومن ثم تأتي بورقة أخرى وتحاول جاهدا أن تقلص هذه القائمة لتجد نفسك أصبحت قادرا على التخلص من أغلبها وربما تتخلص منها جميعا في آخر ورقة لتجدها أصبحت فارغة ناصعة البياض كبياض الثلج لتكتشف أن أغلب مشاكلك هي فقط (حبر على ورق).
الأزمة الخليجية كانت «شديدة» في بدايتها، إلا أنها بعد مرور هذا الوقت أصبحت «باردة» جدا، ومن المفارقات أننا ننتظر «قمة الرياض» في فصل الشتاء لكي تسخن الأجواء وتجعلها أكثر «جدية» في تقريب وجهات النظر بين الأشقاء في البيت الخليجي وتدفئ «القلوب» قبل «الجسد» أو ليس جسدنا واحدا وخليجنا واحدا وشعبنا واحدا؟
اجتمعنا رياضيا في «دوحة الخليج» وسنجتمع سياسيا في «رياض الخليج»، أتشوق لسماع البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي يعلن فيه انتهاء الخلاف الخليجي بصورة عاجلة والبدء بخطوات وقرارات لتهدئة النفوس.
إن حدث ذلك فسيذكر هذا الموقف بالتاريخي والذي سيأخذ منطقة الخليج العربي إلى نقاط قوة اقتصادية وتجارية وعسكرية بأبعاد مختلفة، نحن ننتظر حدثين عالميين مهمين في خليجنا «معرض إكسبو دبي العالمي 2020» وكأس العالم لكرة القدم 2022 الدوحة، ونحن بحاجة لأن نحل هذا الخلاف قبل ذلك.
بالمختصر: عيون العالم تنتظر ما سيحدث في قمة الرياض، شباب الخليج ينتظر حكمة حكام وقادة الخليج.
رسالة: بعض الإعلاميين أو من يصفون أنفسهم بالمؤثرين إعلاميا و«يدندرون» فوق رؤوسنا، استعدوا إلى نهايتكم أو غيروا من خطابكم لعلنا ننسى إشعالكم للخلافات وجهزوا الأعذار ولكن لا تكذبوا فكل شيء موثق.