«أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن وللأمير، وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق»
في مقالي السابق «مبروك جاتك وزارة!» بتاريخ ٢٢/١١/٢٠١٩ في صحيفة «الأنباء»، تحدثت عن آلية اختيار الوزراء وكيف يمكن لك أن تصبح وزيرا.
لا أعلم إذا كنت يوما من الأيام سأصبح وزيرا وأرتدي البشت وأقسم، خاصة أن الدولة تدعم الشباب وهذه الجملة أسمعها منذ أن كنت طالبا في الجامعة مثلما كنت أسمع مصطلح «صندوق الأجيال القادمة» قبلها.
ولكن يوجد أمر محير، بعد مرور كل هذه السنوات هل أعتبر أنا من فئة الشباب التي «تدعمهم» الدولة، حيث أصبحت الآن في أواخر الثلاثينيات من عمري، وهل أنا «الأجيال القادمة» التي كانوا يتحدثون عنها في الماضي فأين هذا الصندوق مني ومن هذه الأجيال؟!
برأيكم، لماذا طال انتظار تشكيل هذه الحكومة؟ هل لحيرة المعنيين في اختيار الكفاءات بسبب كثرة الأسماء المطروحة المستحقة لتولي تلك الحقائب أم لشدة الضغط بسبب سعي كل طرف للدفع بأسماء مرشحيه كلاعبين أساسيين في فريق الحكومة الجديدة؟
على فكرة، كلمة «جديدة» تمنح شعورا بالأريحية والاطمئنان مع إمكانية تحقيق تطلعات الوطن والمواطن من تنمية مستقبلية وازدهار في البنية التحتية والمؤسسات الخدمية والحالة المالية والاقتصادية.
فهل هي حقا حكومة جديدة؟! أم حكومة «مجددة» مبنية على نفس المشاكل والمعضلات التي تسببت في حل الحكومة «القديمة» السابقة.
ولنتذكر أن أهم ملف تواجهه الحكومة هو «الفساد»، وأقصد هنا أي حكومة في أي دولة في العالم، وما يؤكد كلامي هو أول تصريح لرئيس الوزراء للحكومة الجديدة الشيخ صباح الخالد وهو مكافحة الفساد والإسراع بتقديم أي معلومات حول شبهات الفساد.
ونستنتج من ذلك، أن دور الحكومة الأساسي في المرحلة القادمة هو القضاء على الفساد والفاسدين ولا تهاون مع أي شبهة فساد حتى لو كانت داخل الحكومة نفسها.
أعود مرة أخرى لتسريبات التشكيل الحكومي قبل إعلانه والانتظار الطويل قبل الإعلان الرسمي عنها وقسم الوزراء الجدد، من وجهة نظري أن ذلك حدث ربما لأن هذه الحكومة تبدو كمرحلة انتقالية ومؤقتة لحل مشاكل الفساد السابقة، فالبعض يراها فرصة للفوز بمنصب وزاري والبعض الآخر يراها «محرقة سياسية» لتاريخه، وما إن تتضح الرؤية وتعلن نتائج التحقيقات في شبهات الفساد في ملفات الحكومة المستقيلة ستشكل حكومة أخرى وربما يرأسها محارب آخر للفساد بنهج جديد.
إلى ذلك الوقت، ننتظر ونترقب ما ستحققه هذه الحكومة مع مجلس الأمة في دورته الأخيرة.
بالمختصر: لكل وزير في الحكومة الجديدة تذكر أنه «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك».
رسالة: تزايدت أخبار الفاسدين في الصحف، أنقذوا الوطن والمواطنين يا حكومة ويا نواب ويا شرفاء، وإذا فات الفوت ما ينفع «الصوت».