النموذج الديموقراطي وجد لأخذ رأي الأغلبية، من يحصل على العدد الأكبر يفوز وعلى الخاسر تقبل النتيجة، فهل تكون نتيجة الأغلبية دائما هي الأفضل لنا جميعا! هل أنت بحاجة لأن تستشير أحدا لكي تتنفس؟ هل أنت بحاجة لأن تتشاور مع مجموعة ليقرروا لك أن تأكل وأنت بالفعل جائع؟ هل أخذتم برأي أحد باختيار تخصصكم الدراسي أو طموحكم المستقبلي؟ هل تنتظر تصويتا جماعيا داخل الأسرة لتقرر لك الذهاب للنوم لترتاح؟ هل سترضى بشراء سيارة رياضية من طراز إيطالي فاخر وتستبدل المحرك بآخر أقل منه قوة؟ لتصبح شكلا بدون فائدة! إذا أردنا أن نرسم لوحة جميلة بيد فنان فعلينا أن نختار منظرا جميلا ونستخدم مجموعة من الألوان ونمزجها جيدا لتعطينا لوحة فنية رائعة، فلن تعارض الألوان المائية مجتمعة أن تستخدم معها مجموعة أخرى من الألوان الشمعية أو الخشبية أو الزيتية كلها من فئة الألوان الفنية بالنهاية! عجبي، كيف للألوان الزيتية أن ترى نفسها مخملية على البقية! وكيف للألوان الشمعية أن تتقوقع على نفسها وتختار من داخلها فقط عددا محددا من الألوان ليرسموا اللوحة؟! بينما تشعر الألوان الخشبية بأنها الأكثر وتشكل طبقة وسطى كبيرة بين جميع الألوان ولكنها مهمشه وباهتة! وتأتي الألوان المائية كالموج تجرف كل شي في كل الأحوال.
هل نريد لوحتنا سوداء قاتمة أم بيضاء خالية؟! أم ملونة مبتهجة؟! أم متقلبة كوجوه بعض اللوحات التي يتم رسمها؟!
كلها تأتي من علب الألوان التي نقوم بشرائها بأيدينا، ثم ننسى من رسم اللوحة وننسى اللوحة نفسها.
يا لسخرية القدر! لا الفنان الكبير راض ولا الرسامون ولا المتجولون في المعرض لشراء لوحة باهظة يفقهون شيئا في أساسيات الفن القديم أو الحديث والمعاصر، المهم هو أن نظهر للمجتمع بالشكل المتحضر والراقي والديموقراطي! نعرف كلنا الألوان الأساسية وعندما تمزجها مع لون أساسي آخر تنتج لونا فرعيا، وعندما نمزج لونا فرعيا مع لون فرعي سينتج لون فرعي آخر وهكذا.
اللون البارد نضيف عليه اللون الحار لنجعله أكثر حرارة، هكذا نصنع خلطات من الألوان! كما تعلمون أيضا أن اللون الأسود والأبيض ألوان محايدة تنفع في بعض اللوحات.
الألوان ترسم أيامنا لا حاجة لنا أن نجزئها أو نندب منها لونا ليمثلنا وحدنا، كلنا ألوان بالنهاية.
* بالمختصر: لوحتي الجميلة ألوانها أسود وأبيض وأخضر وأحمر.
* رسالة: إساءة الاستخدام لا تعني بالضرورة أن ما في أيدينا سيئ، كذلك الديموقراطية أن لم نحسن استخدام ألوانها أسودت الصورة بأعيننا.