ليست كل الأفكار ذات فائدة، ولا كل العقول تأتينا بحلول لواقع نعيشه وليس امرا نفترضه، ولا يفترض بالقيادي او من يغازل السلطة ان يكون خشن الفكر وعسر التعامل من خلال إظهاره لأفكارة التقشفية وكأنه حامي خزينة الدولة من السرقة!
ولكن عن أي سرقة او حقوق غير مستحقة نتحدث؟! تخيل معي ان هناك من يؤيد فكرة إيقاف الدعم المادي المقدم للطلبة والطالبات في الجامعات والمعاهد؟! لماذا؟.. لأنها تكلف الدولة او لأنهم أغنياء، او ان المجتمع يوفر لهم وظائف بدوام جزئي يستطيعون ان يغطون متطلبات وحاجات ومستلزمات دراستهم ! ولنفترض ان هناك فرصا وظيفية، هل ستكفي جميع الطلبة والطالبات المحتاجين لهذا الدعم المادي نظير العمل؟! وهل أساسا الطلبة والطالبات يجدون متسعا من الوقت بعد يوم دراسي طويل للالتحاق بوظيفة بدوام جزئي لا يقل عن٤-٦ ساعات يوميا ليعين نفسه ماديا في حياته وفي دراسته؟ ام الأفضل لنا ان نبحث عن سبل أفضل لكي يتفرغ الطلبة والطالبات للتحصيل العلمي وان تتحمل الجهات المعنية والدولة بإعانة الطلبة ماديا ومعنويا وتسخر امكانياتها في بناء عقول الأجيال القادمة!.
سابقا الإعانة كانت متعددة الشروط بإشراف باحث اجتماعي للحالات ومن ثم تأتي الموافقة، وعلى سبيل المثال تأتي كل حالة ببيانات حول دخل الأسرة وعمل الأب المعيل لها وغيرها من المستندات، الكثير من الحالات مستحقة وبجدارة ان لم يكن اغلبها، فهنا اتحدث عن الطبقة الوسطى والتي تمثل شريحة كبيرة من المجتمع والتي يكون مصدر دخلها الراتب الشهري فقط ويكون هو مصدر الإعاشة ودفع فواتير الخدمات والقروض الاستهلاكية وقرض الإسكان او الإيجار وأقساط سيارات العائلة، فهناك نسبة بعد البحث ستبين الأحقية لشريحة كبيرة مستحقة لصرف هذه الإعانة والتي من اسمها ستعين هذه الأسرية على مصاريف أبنائها من الطلبة والطالبات في مسيرتهم العلمية والتي اثبتوا عجزهم عن تلبيتها وتوفيرها بسبب التزاماتهم ومصاريفهم بسبب غلاء المعيشة.
أصبحت الدولة الآن تعطي هذه الإعانة لكل الطلبة والطالبات في الجامعات والمعاهد، وكانت تقدر قيمتها بـ 100 دينار شهريا وزادت بعد ذلك إلى 200 دينار شهريا، طبعا تتأخر هذه الإعانة أحيانا وتصرف بأثر رجعي ولا تكون دائما في وقت محدد.
مبلغ الإعانة حق مكتسب للطلبة والطالبات وأصبح حقا للجميع بعد مكرمة أميرية سامية لرفع الحرج عن أبنائنا الطلبة والطالبات في ظروفهم الاجتماعية ومساندتهم ماديا ومعنويا، ويجب أن يكون التفكير بالاتجاه الإيجابي في زيادتها وفق غلاء أسعار الكتب الدراسية ومستلزمات الدراسة، وأطالب بأن تزيد الى مبلغ ٢٥٠ دينارا شهريا لتتناسب مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.
بالمختصر: اختاروا قياديا يتعامل مع الواقع، ومن يطالب بإلغاء الإعانة فهو بعيد كل البعد عن الواقع ويجب إعادة النظر في تكليفه بمهام قياديه في الهيكل الإداري والتعليمي بجامعة الكويت.
رسالة: على الدولة والجهات المعنية والقطاع الخاص، تقديم وزيادة كافة وسائل الدعم من باب المسؤولية الاجتماعية لفئة أبنائنا الطلبة والطالبات من تقديم خدمات مجانية في مجال النقل والمواصلات وخصومات مثل خفض أسعار الكتب ومستلزمات القرطاسية وفي أي مرفق يستفيدون منه لأنهم يمثلون شريحة الشباب التي تمثل نسبة لا تقل عن 70% من المجتمع «فإذا صلح الأساس صلح المجتمع».