يواجه العالم أجمع خطر انتشار فيروس كورونا المستجد، واتخذت الكويت تدابيرها لمواجهة غزو «العدو الأول للبشرية» كما وصفته منظمة الصحة العالمية، التي ذكرت ان أول لقاح ضده لن يكون جاهزا قبل 18 شهرا، وذكر تقرير صحيفة الغارديان البريطانية إمكانية إصابة 60% من سكان العالم بهذا الوباء اذا لم تتم السيطرة عليه.
الحكومة الكويتية برئيسها سمو الشيخ صباح الخالد ووزرائه كذلك استعدوا وتعاملوا مع الأمر بشكل مباشر، حيث خصص مجلس الوزراء اجتماعات يوميه لبحث تداعيات هذا الفيروس وكيفية التعامل معه، وإصدار التوجيهات مثل إجلاء المواطنين العالقين خارج الكويت وتجهيز الطائرات والفرق الطبية، واستعداد مطار الكويت لاستقبالهم مع أخذ كل التدابير المعمول بها وفق منظمة الصحة العالمية لمواجهة مثل هذه الأزمات والكوارث الصحية وتعليق الدراسة لمدة أسبوعين وإعفاء الموظفين من نظام البصمة والاكتفاء بالكشوف الورقية.
وكانت خطة الحكومة بتخصيص أماكن الحجر الصحي للعائدين الى الكويت من الدول الموبوءة بفيروس كورونا المستجد، حيث تم نقل العائدين بمرافقة فريق طبي الى احد الفنادق في البداية، كما تم تخصيص منتزه الخيران بعدها كمحجر صحي مزود بكل التجهيزات الطبية والخدمات.
ويجب أن نذكر دور وزارة الصحة بكوادرها الطبية والإعلامية فكانت هي المحركات الأساسية التي تقود هذه الأزمة واتسمت بالوضوح والشفافية من خلال اجتماعات وزير الصحة د.باسل الصباح بقيادات الوزارة وفرق العمل لتدارك الأزمة والأهم عقد وزارة الصحة مؤتمرا صحافيا بشكل يومي لوسائل الإعلام لتوضيح آخر المستجدات.
وقد أثار انتباهي الجهد الذي يبذله المتحدث الرسمي لوزارة الصحة د.عبدالله السند من جهود وتواصل مع وسائل الإعلام وأيضا مباشرة المكتب الإعلامي بوزارة الصحة بالمعلومات والحقائق من خلال حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي المؤثرة بشكل كبير على المواطنين لتلقي المعلومات الدقيقة والصحيحة بعيدا عن مصادر الإشاعات وترويع المواطنين.
من هنا تتضح لنا أهمية علم إدارة الأزمات سواء كانت كوارث طبيعية أو خطر انتشار مرض كالوباء او الحروب، يجب أن تكون لنا جهة فاعلة لإدارة الأزمات، فذلك الفن بفروعه يرسم خططا لكيفية التعامل مع مختلف الأزمات المختلفة بمراحلها قبل حدوثها وأثناء حدوثها ومرحلة الانتهاء من الأزمة والتغذية الرجعية لما بعد الأزمة، والأجدر أن يكون هناك منهج أكاديمي يدرس في الجامعات وتندرج تحته تخصصات أكثر تحديدا في كل جزء من إدارة الأزمات، ثم يكون لنا بعد ذلك مخرجات وكوادر بشرية مدربة ومتخصصة في جهاز فاعل لإدارة الأزمات بالدولة.
الأكثر فتكا في المجتمع هو ما شهدناه من انقسام ونفس طائفي من تصريحات ممن يفترض بهم ان يكونوا ممثلين عن الأمة وأيضا ان يكونوا المثال والقدوة الحسنة في مساندة دور الحكومة في هذا الظرف الطارئ، ولكن ما حدث هو عكس ذلك تماما، حيث ساهم بعض النواب بفتح جبهة أخرى تسببت بشق صف ووحدة أبناء الوطن بإسقاطات سياسية ومذهبية لانتماء بعض المواطنين العائدين من دولة موبوءة بفيروس كورونا! أما المجتمع الكويتي فكان شديد الوعي بما يحدث وان بعض تصريحات نواب الأمة لا تتجاوز حدودها البحث عن مكاسب انتخابية، أما الجانب النفسي فأي إنسان سيصاب بالذعر والهلع خصوصا ان هذا الفيروس يهدد حياتهم ونذكر هنا نفاد الكمامات والمطهرات الطبية والتي وعدت الحكومة بحل هذه المشكلة بتوفير الكمامات اللازمة ومخالفة وزارة التجارة للصيدليات التي تستغل هذه الظروف برفع الأسعار على المواطنين بعكس بعض الشركات التي بادرت بتوفير الكمامات والمعقمات الطبية مجانا بهدف خدمة المجتمع وتعزير جانب التكاتف والتكافل في الأزمات.
بالمختصر: الحديث النبوي الشريف: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
رسالة: أدعو كل الجهات الرسمية والخاصة والمواطنين إلى التكاتف لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين، وتأمين الأمن الغذائي والصحي وتعزيز الجانب الديني والنفسي فشعب الكويت قادر على مواجهة هذه الأزمة وتجاوزها بمشيئة الله تعالى.. اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.