اذا تحدثنا عن العلاقة بين الكويت ومملكة البحرين فمصدرها أولا المحبة النابعة من قلوبنا لكل أهل البحرين بحكومتها وشعبها الطيبين، وإذا تحدثنا عن التاريخ والصداقة والشهامة فلقد اثبت الشعبان دائما انهما بروح وجسد واحد، والكويتي بحريني والبحريني كويتي.
نحن الصغار الكبار، نعم نحن صغار في المساحة وكبار في العطاء، نحن مصانع الرجال العظماء والنساء الشرفاء الأوفياء، ونحن التاريخ ومجد الآباء والأجداد.
لن نسمح لأي صوت ناشز خارج عن المألوف ولا يمثل الكويت بحكومتها وشعبها بأن يستصغر أيا من أشقائنا في البحرين ولا نقبل بالتطاول عليهم.
لا لتكريس ثقافة الشتم والتطاول بين الأشقاء الكويتيين والبحرينيين، ولا يمثل المسيء إلا نفسه ولا يمثل الكويت وشعبها.
ان مد العون بين الأشقاء هو العمل بالأصل وأساس العلاقات الأخوية وليس منة أو تكرما أو فضلا لأحد على الآخر، في النهاية نحن نساعد بعضنا البعض بيد واحدة ومصير واحد وحياة مشتركة.
البحرين هي تاريخ عريق، وحضارة البحرين هي قصة نجاح وكفاح أهل البحرين، هي الإصرار والتحدي لبناء المستقبل وتجاوز المحن والأزمات، شعب يتسامح ويتعايش ويتعاون لتبقى مملكة البحرين متقدمة ومزدهرة.
البحرين يوجد بها أهلي وأصدقائي، دخلنا بيوت أهل البحرين البسطاء، فشعرنا بالاطمئنان وتخجل من كرمهم وجودهم، البحرين وأهلها «عين عذاري» تسقينا من مائها العذب وتمدنا بروحها وطيبها بالحياة وعندما أتجول في شوارعها وأنظر حول كل مكان فيها أجد فيه النهضة العمرانية والاقتصادية والمشاريع السياحية والمنتجعات وأكثر من ذلك، يؤكد لي سطوع نجم المنامة عالميا ممزوجا بتاريخ الأجداد من العزة والكرامة والفخر.
البحرين التي فتحت أبوابها لأهل الكويت في الغزو العراقي واحتضنتهم كما تحتضن الأم أولادها، وشاركت وساهمت في حرب تحرير الكويت، لا تستحق منا إلا الوقوف بجانبها دائما وأبدا، دامت المحبة والأخوة بيننا.
بالمختصر: وتبقى العلاقات الكويتية ـ البحرينية راسخة.
رسالة: كان الشاعر الشيخ عبدالعزير سعود الصباح في البحرين أثناء فترة احتلال الكويت بعد غزوها من قبل العراق، وقد عبر عن مشاعره تجاه هذا الحدث الذي ألم بوطنه، وشتت أهله ومواطنيه. فكانت له هذه القصيدة ووجهها إلى سمو أمير دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة.
حكى الشيخ عبدالعزيز ما يحس به من ألم وحسرة، وما اعتبره من الأمور التي لا يستطيع المرء كتمان ما يشعر به اذا ما حلت به، وليس أشد على الانسان من تعرض وطنه لكارثة.
فيقول:
والضيق في دار الخليفة تبدد أهل الكرم والجود بيض المبادي
للشيخ عيسى كامل الفضل ينعد في موقفه ساد الحضر والبوادي
وآل الخليفة ما لهم جار ينضد نالوا شرف آبائهم والأجداد
يلوذ فيهم من شكا الضيم وانحد اكرم بهم والله طيور الهداد
رد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بأبيات عديدة، ومنها:
اأعليت يا شيخ شكى لي من الضد وأسلمت من جملة جميع الأعادي
عبدالعزيز الضيغمي طيب الجد نسل الصباح اكرام بيض الابادي
هم عزوتي ربعى على اللين والشد وهم زندي اللي يشد الايادي
وحنا لهم درع حصين عن الضد نرخص لهم بالروح يوم الجلاد
ولا خير في عيش عقبهم لو امتد ودنيا بلاهم جعلها للنفاد