الكل يصرخ لمحاربة الفساد، وعندما يصل الموضوع إلى أسماء الفاسدين لا نسمع إلا همساتهم! ثم نشاهد انتشارا آخر لقضايا الفساد، يا ترى لماذا كل قضية فساد ترتبط بطرف خارجي أجنبي؟! يعتصرنا الآلم لنهب الوطن ويقتلنا الفساد ويسرق حاضرنا ومستقبل الأجيال القادمة، من لا يخاف عقاب الله في الدنيا قبل الآخرة فلن يخاف من البشر ولا من القوانين وسيفعل كل شيء حتى لو كان الموت أمامه، فهؤلاء لا بصر لهم ولا بصيرة، ولا يدركون أنهم سيذهبون إلى قبورهم بأكفان بيضاء من غير جيوب! المال يعمي العيون والقلب ويصبح الإنسان أسير الطمع والجشع كالنار مهما ترمي فيها تأكل ولا تشبع! عندما يقوم عقل فاسد بتنفيذ عمل فاسد ويختلس ويسرق بالعديد من الطرق ويحتال، وكلها أعمال فاسدة، فهل يمكن أن نعتبر هذا الأمر نتيجة طبيعية لأن ما يأتي به عقل فاسد هو عمل فاسد «أمر حتمي»؟
عندما نسمع عن السرقات وغسيل الأموال وتضخم الحسابات والإيداعات المليونية والرشاوى والعمولات نستغرب وجود جهات وأجهزة رقابية تكلف الدولة ملايين الدنانير ولا تكشف كل هذا الفساد!
زادت ملفات الفساد وتنوعت «دمى الفساد».. مرة مواطن ومرة ماليزي ومرة بنغلاديشي، تتغير الدمى والفساد واحد.
تتحرك هذه الدمى كما يريد من خلفها، بعض الدمى تتحرك من الأعلى بخيوط تتدلى من العصي التي تمسك بها أيد خفية! وبعض الدمى «تلبس» كالقفاز باليد وتتحرك بالأصابع وخفة اليد، من يؤدي هذه الأدوار شخص أو مجموعة واحدة تستخدم هذه الدمى الواحدة تلو الأخرى حسب رؤية المخرج في «مسرح» دمى الفساد!
٭ بالمختصر: وراء كل فاسد.. متنفذ فاسد.
٭ رسالة: نبارك للوزير السابق م.عبدالعزيز الإبراهيم تعيينه رئيسا للهيئة العامة لمكافحة الفساد، ونتمنى له التوفيق في هذه المهمة الثقيلة، وكما نعرف عنه نهجه السابق في محاربة الفاسدين، وبإذن الله تعالى يكون أهلا لخدمة الكويت.