بعد مسيرة زاخرة وحافلة بالعطاء والإنجازات، رحل فقيد الكويت والأمة العربية والإسلامية المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله، تاركا خلفه إرثا ديبلوماسيا وسجلا إنسانيا ثقيلا.
بذل سموه سنوات حياته في العمل بمواقع مختلفة ومناصب وحقائب وزارية، وكان رحمه الله وزيرا للخارجية وعميدا للسلك الديبلوماسي لمدة 40 عاما، وكانت له بصمات واضحة تؤكد أنه رجل حكيم وفي طريقه إلى تسلّم زمام القيادة في المستقبل.
ومنذ أن تولى سموه مقاليد الحكم في 2006، رسم أمامنا خارطة الطريق في الحفاظ على هذه الأرض الطيبة واستثمار ثرواتها، وتطوير البناء الحضاري والعمراني للكويت الجديدة وإنجاز الكثير من المشاريع الحديثة والمدن السكنية وشبكات الطرق والخدمات وغيرها.
بالإضافة إلى دعمه المستمر لفئات المجتمع بتمكين المرأة سياسيا واجتماعيا وتوليها مناصب قيادية عليا، ودعم الشباب والاستفادة من طاقاتهم والاستثمار في عقولهم في بناء الوطن، كذلك دعم الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة، أينما بحثنا سنجد دورا لسموه.
انتهج ديبلوماسية خارجية توازنية فريدة من نوعها بقوة ناعمة من خلال عقد مؤتمرات وقمم دولية لدعم وحماية البشرية من دمار الكوارث الطبيعية وجحيم الحروب وحفظ كرامة الإنسان في كل مكان دون تمييز إلى أن حصد لقب قائد العمل الإنساني بتكريم من الأمم المتحدة وتسمية الكويت مركزا للعمل الإنساني.
واستحق سموه الإعجاب ونال الاحترام والتقدير لدى قادة ورؤساء دول العالم أجمع، فكان العلامة الفارقة في حل الصراعات والنزاعات الخليجية والعربية والإقليمية، التي سخر لها الكثير من وقته في رحلات عديدة حتى في مرضه وتعبه ليصبح رجل السلام الأول وتم تكريمه من جامعة الدول العربية.
اما في مجال الاقتصاد والتنمية فكانت لديه رغبه بتحويل الكويت لمركز مالي وتجاري عالمي، ومضى في هذا الطريق وجعل للكويت قوة اقتصادية ومالية متينة، وتم تكريمه من قبل البنك الدولي، وهو أول تكريم استثنائي يقدمه البنك الدولي على مستوى قادة الدول كان من نصيب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، نظير ما قدمه سموه من دعم سخي في العديد من المجالات التنموية والاجتماعية والسلام على كل المستويات الإقليمية والدولية.
وآخر ما حصده سموه وسام «قائد أعلى» من رئيس الولايات المتحدة الأميركية بلقب لا يمنح إلا نادرا للقادة ورؤساء الدول وهو تأكيد أن صباح الأحمد حكيم العرب وقائد استثنائي لن يكرره التاريخ.
منهج ديبلوماسي إنساني وسيرة عطرة تحفر بالتاريخ بسطور من ذهب لقائد عظيم.
بالمختصر: رحم الله رجل الإنسانية والسلام والحكيم صباح الأحمد.
رسالة: أتقدم بأحر التعازي لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، ونسأل الله العلي القدير أن يسدد خطى سموه في إكمال المسيرة على هذه الأرض الطيبة وقيادة سفينة الكويت بالنهج الديبلوماسي والإنساني والارتقاء بوطننا الكويت في كل المجالات.