الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، في الحقيقة الإعلام له دور فعال وضروري في توعية الناس وإيصال المعلومة المفيدة ولذا لابد أن تكون جهة الاعلام صادقة في نشر المعلومة ونزيهة ونظيفة في معلوماتها حتى تكون لها مصداقية عند المستمع أو المشاهد أو القارئ، وفي تطور الاعلام ووسائله والفضائيات الكثيرة المتعددة نجد ما هو مفيد وجيد ومنها ما هو سيئ ومضر ولا يجلب إلا الفساد للأسف الشديد، ولكنه موجود ومفروض على المشاهد من خلال بعض «الفضاحيات» واسمحوا لي أن أسميها بهذه التسمية لما نشاهده فيها من برامج لا ترقى للإعلام النزيه وبلا شك الذي نشاهده في هذه الايام من الاعلام يؤثر على المشاهد وبالأخص فئة الشباب الذين هم في سن تحب ان ترى كل شيء يعرض في الفضاحيات وبالأخص برامج الاثارة، وكما ذكرت في البداية تغلب على هذه الفضاحيات البرامج السيئة وبطبيعة الحال يتأثر بها المشاهد الشاب، والشاهد في هذا الموضوع دور مشاهدة الشباب لهذه البرامج وتأثيرها عليهم نجد أن الأبناء في المنزل يجلسون امام الانترنت او احدى الفضائيات ساعات طويلة وينشغلون تماما بما لا يرتقي بهم دراسيا وعمليا ودينيا ولا حتى اخلاقيا، افلام ومسلسلات وبرامج هابطة تجر الشباب الى امور لا تحمد عقباها وبمشاهدة الإنترنت او القنوات الفضاحية ساعات طويلة تترك عزلة وفجوة بين الأبناء ووالديهم حتى تناول الوجبات يكون داخل الغرفة لانشغالهم بهذه القنوات الفضاحية ناهيك اذا كان عندهم وقت طويل في العطل والإجازات الدراسية وبهذا يفتقد الود والحب والحوار والنقاش لدى الأبناء والأسرة لانشغال الأبناء بمشاهدة الانترنت والقنوات الفضاحية الفاسدة التي تلوث عقول وافكار الشباب الا ما رحم الله فتحصن بالله عز وجل وارتقى بمشاهدة ما هو نافع من برامج هادفة تترك الاثر الطيب في نفوسهم وبالتالي ينعكس هذا على أخلاق الشباب وبسلوكهم بشكل عام.
ارجع قليلا الى الاسرة فمن رب البيت او المسؤول عن الابناء داخل المنزل ودوره في التوجيه والإرشاد وتوضيح ما هو مفيد او مضر في هذه القنوات أو الانترنت من خلال المشاركة في الرأي وإبداء المشورة من غير فرض الرأي والأوامر المتعسفة في القرار لأن الشباب في هذه السن لا يقبلون من يفرض عليهم رأيه ولو كان الأب أو الأم لأن لهم شخصيتهم وقراراتهم ولأنهم في طور بناء الذات والشخصية أما عما أردت ان اوضحه في هذا الشأن فان الشباب في سن المراهقة يسمعون ويأخذون من أصدقائهم اكثر مما يأخذون ويسمعون من والديهم لأسباب كثيرة، منها الحياء من الأب أو من الأم أو فارق السن وعدم تقارب الأفكار والميول أو لعدم سماع الوالدين لما يطرحونه من أمور شبابية وعدم إعطائهم الفرصة لإظهار ما في داخلهم فإذا لم يجدوا من يصغي لهم داخل المنزل فسيجدونه عند إحدى الفضائيات او خارج المنزل عند اصدقائهم وهذا قد يكون الصديق صالحا وسويا أو طالحا سيئا، «وقيل الصاحب ساحب»، والقنوات قد تكون هادفة أو فضاحية كما ذكرت وهنا تحدث امور لا يرضاها الجميع وغير اخلاقية من ثم نأتي ونلقي اللوم على الابناء اذا وقعوا، لا سمح الله، في المحظور وغير الاخلاقي.
أخي الأب.. أختي الأم.. أنتم المسؤولون أمام الله يوم القيامة عن أبنائكم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» لذلك يجب ان نحرص على الجلوس مع ابنائنا في المنزل من غير ان نكون معهم في الحوار والاختيار والحديث والجلوس معهم على الطعام ومن غير تعسف وفرض الرأي هذا كله يجعل الحميمية والحب والتفاهم والنقاش الهادف بين الطرفين حتى تكون لغة القبول واحترام الآراء سائدة دائما بين الآباء والأمهات حتى نحتوي أبناءنا مما هو مدمر في هذا الزمن، نسأل الله السلامة ويجب علينا أن ندرك ما يدور في هذه الفضاحيات لأن في هذا الزمن السريع لا يحتاج الأبناء الى أن يتأثروا بصحبة سيئة خارج المنزل لأنها موجودة في احدى القنوات الفضاحية المدمرة من خلال ما يعرض فيها من برامج لا ترتقي بنا كمسلمين محافظين ولا تصلح في عاداتنا وقيمنا وأخلاقنا فإذا لم نكن على وعي وإدراك وتوجيه لأبنائنا فإن الفضاحيات تحتضنهم وتثقفهم وتفسد أفكارهم وعقولهم فيجب علينا أن نكون حذرين من هذه الآفة المدمرة وأقول لأبنائنا ارتقوا في مشاهدتكم بما ينفعكم في دنياكم وآخرتكم واحرصوا على البرامج الهادفة المفيدة لأنها موجودة وبالتالي القرار بأيديكم فلا تعطوا فرصا لمن يريد أن يفسد أفكاركم وأخلاقكم لأنهم لا يريدون لكم الخير وشغل أوقاتكم بما يجركم الى الذنوب والمعاصي وغضب الرب والعياذ بالله والله عز وجل قال في كتابه الحكيم (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) فيجب علينا ان نحسن اختيارنا فيما نشاهد ونسمع حتى يشهد لنا بالخير يوم الحساب.
في الختام اسأل الله العلي القدير أن يحمينا ويحمي ابناءنا وأبناء المسلمين من الفضاحيات ومما لا ينفعنا في الدنيا والآخرة.