كنت أنجز معاملة خدامة فوجدت العمل في برج التحرير مرنا وراقيا وسريعا، حيث لم تأخذ المعاملة بأكملها أكثر من 20 دقيقة مع حسن الاستقبال والتنظيم الذي قل أن نراه في كثير من الادارات والاقسام وحتى بعض مراكز الخدمة التي أنشئت لتسهيل انجاز المعاملات عن المواطنين والمقيمين وتخفيف الضغط على المراجع والموظف، فكل التقدير والاحترام للعاملين في برج التحرير على الاخلاص والتعامل الراقي، ونتمنى ان تحذو بقية الادارات والاقسام حذو هؤلاء المخلصين في عملهم، فالعمل عبادة.
كما لا ننسى دور مؤسسة التأمينات الاجتماعية لتسهيل معاملات المراجعين بكل يسر وأسلوب راق من جميع العاملين والمسؤولين الذين يشعرون بالأمانة في العمل، وهذا سيعود عليهم بالبركة في صحتهم وأسرتهم وأبنائهم ومالهم ويدفع عنهم السيئات كما قال الله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات).
ولا شك أن المسؤولين في هذه المؤسسة لهم دور كبير في هذا الانجاز، وكل هذه الجدية والاخلاص وتسهيل المعاملة للمراجع، لذا فإنني أعتبر المؤسسة مدرسة يجب أن يتعلم منها كل من يتهاونون ويعطلون إنجاز معاملات المراجعين، ناهيك عن سوء المعاملة من قبل بعض الموظفين الذين في قلوبهم مرض وليعلموا ان الله لا يبارك لهم في أمورهم ولا أولادهم ولا صحتهم ولا أموالهم، أما التعالي في المعاملة والاستقبال السيئ وكأن المراجع يشحذ منهم، فهم لا يستحضرون عظمة الله وانه يراهم في كل صغيرة وكبيرة، بل تفشى هذا التردي في أداء العمل وانتشر حتى من بعض المسؤولين الذين من المفترض ان يكونوا قدوة لباقي الموظفين، لكن ماذا نقول للذي لا يستحضر عظمة الله، ألم يعلموا أن الله تعالى (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) كما ان الجزاء من جنس العمل، وكما تفعل يفعل بك، وقد يكون من أقرب الناس اليك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من تواضع لله رفعه» ولا نملك إلا أن ندعو الله لهم ويرجعهم الى الحق والإحساس بالمسؤولية تجاه الله تعالى ووطنهم الغالي وأنفسهم، وان يصلح أعمالهم ويرجعوا الى ما أمرهم الله عز وجل، وان يتقوا الله في عملهم والمراجعين. أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.