في مقالي هذا أسعى إلى تصحيح نظرة المجتمع والجهل الذي يلعب دورا واضحا في القلق والخوف من كل ماهو نفساني والنظرة الخاطئة والشائعة المرتبطة بالشخص المضطرب نفسيا.
أعرف صديقا يمر حاليا بفترة كآبة بسبب تعرضه لصدمة نفسية أثرت عليه كثيرا لدرجة أن الرجل أصبح انطوائيا لا يختلط مع أحد ولا يخرج من مسكنه إلا نادرا.
عند مشاهدتي له بالصدفة بعد انقطاع طويل صدمت من مظهره وضعف بنيته الجسمانية إثر فقد شهيته للطعام وبعد أن تجاذبت معه أطراف الحديث عن حياته التي وصلت لهذا المستوى طرحت عليه فكرة مراجعة استشاري نفسي يدرس ويشخص حالته الصحية لعل وعسى أن يتوصل معه إلى علاج يخرجه من الحالة النفسية السيئة التي يمر بها والتي أخذت تدمر حياته.
في بادئ الأمر رفض كليا فكرة زيارة طبيب نفسي خوفا من نظرة المجتمع له لكن عندما أخذت أرفع من معنوياته وتوضيح فائدة العلاج اقتنع ووعدني بزيارة استشاري نفسي في أقرب وقت.
أغلب الاضطرابات النفسية ناتجة عن ضغوط الحياة وتعدد المشاكل التي يمر بها أفراد المجتمع من ذكور وإناث أثناء حياتهم المعيشية والأسرية.
للأسف الخوف من زيارة المعالج النفسي لاتزال واسعة الانتشار في مجتمعنا العربي على الرغم من تطور الطب النفسي. في هذه الظاهرة يلزم علينا التطرق إلى عدة أمور منها الابتعاد عن النظرة السلبية والخوف من المجتمع لأن المعاناة النفسية ستزيد الضغوط على مستقبل الإنسان المريض الأمر الذي سيؤدي إلى تأزم المرض وصعوبة علاجه لذلك لابد على الشخص الذي يعاني من الاضطرابات النفسية بين حين وآخر ألا يشعر بالعيب والعار وكتمان معاناته بعيدا عن مراجعة استشاري متخصص وكذلك المجتمع وأفراد الأسرة عليهم دور رئيسي في تحفيز وتشجيع الشخص المصاب والدعاء له للتخفيف من مرضه ومعانته.
أبعد الله عنكم شر المرض.
[email protected]
k_alshemmari@