خالد العصيدان
محليا، دائما ما يقال «ربع تعاونوا ما ذلوا» ونحن نردد هذه العبارة لنجدد الحماس لدى جميع الباحثين الاجتماعيين ليعملوا بجهد أكثر وعمل منظم للمطالبة بكادر لهم على مستوى الدولة، حالهم كحال بقية أصحاب التخصصات الذين أقر الديوان كادرا لهم إيمانا بدورهم، ولكن لا يمكن تناسي العمل الإنساني الكبير الذي يبذله هؤلاء المختصون في المهن التي تحتاج إلى المجال الاجتماعي، خصوصا أنها مهن طاردة بشهادة مسؤولين وقياديين والتي فيها مجال للعمل الاجتماعي.
وحتى نوضح الصورة أكثر فإن أصحاب هذا التخصص من خريجي كلية العلوم الاجتماعية «الآداب سابقا» بتخصص خدمة اجتماعية أو علم اجتماع، بالإضافة إلى علم النفس سواء من جامعة الكويت أو غيرها يتمركزون بوزارات الشؤون والتربية والصحة وبيت الزكاة، وعددهم ليس بالعدد المهول الذي يجعل ديوان الخدمة المدنية يتأخر كل هذا الوقت لإقرار كادر لهم، فالعدد محدود والمهنة طاردة وجميع هؤلاء الموظفين من ذوي الاختصاص والخبرة، ولكن الدعم المادي مطلوب حتى لا يكون هناك نفور من العمل الاجتماعي وهروب إلى مهن أخرى.
ونود أن نشير هنا إلى النقابات التابعة لتلك الوزارات التي ذكرناها آنفا، فدورها لا يزال محدودا للغاية في معالجة هذا الملف، ولم تكن هناك مطالبة بحقوق هؤلاء الموظفين، وكأن الأمر لا يعنيهم البتة، ونادرا ما يخرج تصريح «لقيط» لا يمثل الطموح ولا يرقى إلى حجم المشكلة، وهذا بحد ذاته مشكلة أخرى.
قبل الختام
يا حبذا لو كان هناك تواصل بين جميع الباحثين الاجتماعيين على مستوى الدولة كي توحد الجهود والآراء لخدمة العمل الاجتماعي والتعامل الإنساني مع الفئات المحتاجة لذلك، والمطالبة بحقوقهم وإبراز دورهم الاجتماعي الذي بلا شك هو دور تنموي وبشري وأخلاقي داخل المجتمع يحتاج فقط إلى لفت نظر المسؤولين إلى هذا الدور الرائع، وكما جاء في القول المأثور «تفاءلوا بالخير تجدوه»، ولعل الأيام القادمة تكـون أفضل من سابق عهدها.