خالد العصيدان
دائما ما اقول للزميل العزيز ناصر الخالدي عندما يهاتفني إنني أشعر عندما اكتب اي مقال كأنني اكتب قصيدة رغم انني لست شاعرا يجعل الابيات «كالدرر في جيد الحسناوات» ولكن لي مع الشعر «ربع وصداقة» كما يقال.. فأجواء كتابة المقال وما يحيط بها من هدوء وتفكير وانتقاء معبر للكلمات حتى «تصل الرسالة» بالاضافة الى انتظار ردة الفعل تجاه ما نكتبه هي لحظات جميلة تجعل من مقولة «كتابة المقال كالشعر» مقولة ذات فلسفة ادبية واقعية بالفعل.
فجميع الزملاء الكتاب بمختلف مشاربهم كالشعراء، فيهم من يكتب وتقول في نهاية كل مقالة له «يا ليته اطال»، وفيهم من يكتب وتقول نحمد الله الذي اخرجها من بطنه، فلو بقيت بداخله لقتلته شر قتلة، وفيهم من يكتب لمجرد الظهور فقط او لمصلحة آنية وبعد زوالها كأن «لم يكن ولا كانوا» وهذه سنة الصحافة وكل من يزاول هذه المهنة.
ولكن ما يشد الانتباه واصبح سمة من سمات صحافتنا مع الاسف الشديد هو بروز كتّاب من فئة «شخبط شخابيط» الذين امتهنوا «سب الناس» و«النيل منهم» عبر ما يكتبون من مقالات سيئة ومقيتة لأغراض دنيوية زائلة وهم كالذين لا خلاق لهم فخسروا انفسهم في غير مرضاة الله وكما يقول سبحانه وتعالى (كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا).
قبل الختام..
في كتابة المقالات هناك مدرستان، الاولى تؤمن «بالاسهاب حتى الوفاء بالغرض مع الإجادة لبيان المقصد» وهذا ما اصنف الزميل ناصر الخالدي من خلاله لانه صاحب اطلاع واسع وقلم لا يعرف إلا الابداع وهذا ما نجده من خلال مقالاته، أما المدرسة الاخرى والتي انا من المؤمنين بها اشد الايمان فهي التي تنص على «ان الاختصار بطولة» مع براعة في متانة الاسلوب لانه ليس جميع القراء لديهم الوقت الكافي لقراءة اكثر من 60 مقالا موزعة على اكثر من 8 صحف يومية.. ولنا عودة.