خالد العصيدان
لاحظت خلال السنوات الأخيرة انتشار ظاهرة مضحكة في مجتمعاتنا المحلية من بعض أبناء قومي، ألا وهي ظاهرة «مثقف مش فاهم ولا شي» بمعنى أن تكون من أولئك الذين ينظرون إلى الشهادة العلمية على أنها وسيلة للوجاهة، وأن الحديث عن السياسة من «أبجديات الإتيكيت» وأن إدخال بعض المصطلحات الأجنبية أثناء حديثك دليل قاطع على سعة الاطلاع، بالإضافة إلى شبك «أصابع اليدين» وتسطيح وجهة نظر الآخرين حتى يدركوا أهمية من يتحدث معهم بعدما يعلن لهم أنه معارض للحكومة وأنه يؤيد تشكيل حكومة تكنوقراط من أصحاب الكفاءات أمثاله لأنه ببساطة يكتب قبل اسمه حرفا وتحت اسمه جملة مكونة من كلمتين ولديه ديوانية أسبوعية.
المشكلة لدينا بالتحديد تكمن في «تعدد المواهب» و«تشابك الاختصاصات» فكل شخص يرى نفسه ناشطا سياسيا إذا كان الحديث عن تعديل الدستور، وخبيرا اقتصاديا في مناقشة أوضاع البورصة، وأديبا وشاعرا.. إلخ، والمصيبة الكبرى عندما تتداخل تلك المواضيع في ديوانية واحدة، ويا ستار أستر.
البعض يعزو ذلك إلى الحراك السياسي والثقافي الذي تعيشه البلاد منذ فترة، وما إقدام البعض على الترشح لانتخابات مجلس الأمة أو السعي للتدوين في سيرته أنه عضو نقابة أو رئيس جمعية تعاونية بالتعيين إلا دليل واضح على الخلط الحاصل.
يا سادة لكل فرد موهبة يطورها من خلال إيمانه بما يقوم به من عمل، فالصحافي في كتاباته، والسياسي في تحليلاته، والطبيب في عيادته، والشاعر في قصائده، ولكن ليس ما نراه هذه الأيام وهو مدعاة للضحك.
قبل الختام: ارتداء المنتخب الكويتي في افتتاح البطولة الخليجية لشعار نصرة إخواننا في غزة الجريحة ما هو إلا دليل على رسوخ قضية فلسطين المحتلة في ضمائر ووجدان أهل الكويت وعلى كل المستويات.