خالد القطان
هم ثلة من الغوغاء والفوضويين، تحركهم قوى الشر التي تضمر كل الحقد والكراهية للمسلمين والاسلام، استخدموا الحرب العقائدية في الشعب الواحد ليقاتل الاخ بني جلدته، لبسوا رداء الاسلام ليتخفوا وراءه، ومن ابرز ما اقترفته ايديهم الملطخة بالدماء احداث 11 سبتمبر لـ «القاعدة»، والآن اختطاف اثنين وعشرين كوريا جنوبيا، والمساومة بهم، ولم يترك التوصل لصيغة تفاهم مع هؤلاء حتى هذه الساعة، هذا على الصعيد الافغاني، اما على الصعيد الباكستاني فشهد بروز التيار المتشدد (المتطرف) في الآونة الاخيرة وسيطرته على معظم المدارس الدينية في باكستان، فهذه الايام تعيش مدينة اسلام اباد اجواء متوترة بين هؤلاء المتطرفين والحكومة الباكستانية، بعد ان اعلنت الحكومة الباكستانية عن خططها لهدم مساجد في العاصمة، من بينها المسجد الاحمر بدعوى بنائه بطريقة غير قانونية على اراض مملوكة للدولة، قامت اذاعة باكستان بالاعلان رسميا عن ان هناك اكثر من الف طالب وطالبة كانوا متمركزين داخل المسجد الاحمر بغية عدم هدمه من القوات الحكومية، لكنهم الآن محاصرون ومهددون بنقص الامدادات الغذائية والدوائية، ورفضت الشرطة الباكستانية اي تسوية فيها عدم المساس بهم، وتحصدت الايام القليلة الماضية 132 بين قتيل وجريح على لسان مسؤول في وزارة الداخلية الباكستانية بعد اكثر من 36 ساعة من القتال المتواصل، واعلن كذلك عن مقتل زعيم المتمردين عبدالرشيد غازي.
وفي لقاء مع احد المواطنين في تلفزيون باكستان قال: هناك معادلة محسوبة يهيمن فيها التيار العلماني الليبرالي على مقاليد السلطة السياسية، ويقوم فيها التيار الديني بدور اللاعب الداخلي في المؤسسات الامنية وقضايا الامن القومي، خاصة عندما يتعلق الامر بدول الجوار كأفغانستان والهند، وفي رأيي الشخصي لو ابحرنا في ظاهرة الارهاب والتصدي لها ومعرفة اسبابها لاكتشفنا انها ظاهرة لم تنشأ من فراغ، واقول لكل المستبشرين خيرا بتنظيم القاعدة، وبمعزل عن المؤشرات السياسية والاقتصادية والفكرية المحيطة بها سمعنا عن المثل القائل لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، لكن لم اسمع عن مؤمن لدغ حقبة تاريخية من الزمن.