خالد القطان
هل لزينة المرأة دور في مكانتها الاجتماعية أم تزيد فرصها بالارتباط وتجذب الرجال حولها؟ قال تعالى في محكم كتابه الكريم (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) لعل الحكمة البلاغية في الآية الكريمة توعز الى ما وصلت اليه النساء من التبرج والسفور وقلة الحياء وانعدام البصيرة وضعف الخوف من الله، لا يوجد للحشمة والوقار مكان، بل نرى غلاظة في الحس والتصور وهبوطا مهينا وفهما خاطئا للتزين الذي حلله الله للزوج فقط، همهن فقط جمال اللحم العاري البعيد عن الشرف والوقار والفضيلة والعفاف بدعوى انها «حرة» وهذا هو التحرر وانها الموضة، لماذا هذا التقليد الأعمى للغرب؟ لماذا يصبح جسد المرأة سلعة رخيصة؟ قال ( صلى الله عليه وسلم ): «ما تركت بعدي فتنة أشد على الرجال من النساء»، وقال ايضا: «يكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات» (حديث صحيح)، وكذلك قال ( صلى الله عليه وسلم ): «ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة، وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق من سيده فمات، وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم» - رواه البخاري.
فإن الجمال جمال القلب والروح وليس جمال مساحيق التجميل التي تغطين بها وجوهكن ليلا ونهارا، الجمال في الجوهر لا المنظر، المرأة المسلمة هي الأم والأخت والبنت وهي نصف المجتمع وتتحمل تربية الأجيال، وأنا لا أتحامل في مقالي ولكن كما يقولون بالكويتي (كثر العتب على كثر المحبة)، الأم كذلك يقال عنها «الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق» اي شعبا متحضرا وراقيا ينهض بالدولة ويدفعها للأمام.
أخيرا أختم بهذه الأبيات الشعرية:
يا ابنتي إن أردت آية حسن
وجمالا يزين جسما وعقلا...
فانبذي عادة التبرج نبذا
فجمال النفوس اسمى وأعلا...
يصنع الصانعون وردا ولكن
وردة الروض لا تضارع شكلا...
صبغة الله صبغة تبهر النفس
تعالى الإله عز وجلَّ...