بقلم: خالد الخالد
كلنا يعرف هذا المثل والمناسبة التي قيل فيها وهو أقرب الأمثال التي تنطبق على واقعنا اليوم، ولكن بزيادة بسيطة عليه ليصبح بين حانة ومانة ومعارضة سلبية ضاعت كويتنا.
نعم أيها القراء الكرام هذه هي الحقيقة، فوالله ما كنت أريد التحدث عن هذا الموضوع وكنت أنوي فقط أن تكون كتاباتي مقتصرة على سلبيات الوزارات لكني وجدت نفسي كلما تناولت سلبية للتعليق عليها أنجرف تلقائيا إلى هذا الموضوع لأنه لا يمكن أن نتناول سلبيات الوزارات والهيئات الحكومية دون توضيح الخلل المباشر الذي أدى إليها.
فحانة هي الحكومة التي تسير بتخبط وعلى غير هدى ولا كتاب منير لدرجة أنها من كثرة تخبطها ظن كثير من المواطنين أنها تكن العداء للمواطنين، فهي سخية كل السخاء مع الآخرين وبخيلة كل البخل على الكويت والكويتيين، فالحكومة لا تريد السوء للبلد أو للمواطنين ولكن تريد أن تربي المواطن حتى لا يكون اتكاليا.
فاليوم توجد ثروات هائلة لدى الكويت لن تكون موجودة غدا، هذه وجهة نظر الحكومة ولكن يجانبها الصواب بالتطبيق وأسلوب التعاطي مع المواطنين، فنجد التخبط بالقرارات وعدم الرؤية السليمة للمستقبل لافتقارها للخطط السليمة وهذا له سبب آخر سنأتي عليه فيما بعد، وبالنهاية أعضاء الحكومة مواطنون مثلنا مثلهم وليسوا أناسا أتوا من القمر.
ومانة هي المواطن الاتكالي الذي يريد أن يصل كل شيء إليه دون أن يبذل جهدا ولا يفكر إلا بزيادة المعاشات والمكتسبات دون أن يلتزم بدوام ويتأخر بالحضور ويعجل بالانصراف دون تحقيق أي إنتاجية تذكر.
أنا لا أعني الكل ولكن البعض فقط، كما أن هناك تدني لغة من بعض الموظفين مع المراجعين سواء كانوا كويتيين أو غير كويتيين.
والطرف الجديد على المثل هو المعارضة الهدامة التي تعارض فقط لأجل المعارضة ولتحقيق بعض المكاسب الشخصية وليس من أجل إحداث تغيير بتصويب أخطاء موجودة وهذا أيضا لا ينطبق على الكل ولكن البعض فقط، وهذا أحد أسباب التخبط الحكومي الذي أشرت إليه سلفا وسأوضحه لاحقا.
فهناك من ينوي خيرا ولكن الأسلوب المتبع وتدني لغة الخطاب والممارسات الغريبة على مجتمعنا جعلتهم عنصرا هداما بالمجتمع، وكثير ممن ينتسبون للمعارضة عندما يتم اختيارهم كوزراء لا يغيرون أي شيء ولنا في ذلك من الأمثلة ما يكفي. فمعارضة عقيمة لا تملك حلولا يجب عليها أن تصمت.
أما الطرف الرابع الذي لم أشر إليه سلفا فهم الذين يثيرون النعرات الطائفية والقبلية من كل الأطراف بالمجتمع دون استثناء في حين أن أجدادنا عاشوا بالكويت دون تمييز لمئات السنين بجميع طوائفهم وقبائلهم متحابين متكاتفين وآخرها الغزو العراقي الذي هو خير دليل على ذلك، فماذا حدث اليوم؟
لا أقول إلا رفقا رفقا بالكويت فهي لا تستحق منا هذا. وإذا كان المثل يقول: «بين حانة ومانة ضاعت لحانا» فما بالكم والكويت بين حانة ومانة ومعارضة هدامة وعبث بمكونات المجتمع؟! أنا لن أجيب وأتركها لكم لتحسبوها.