أعلم أن هذا المثل ينطبق على كثير من فئات المجتمع ولاسيما أعضاء مجلس الأمة، فكثير منهم يتناسون وعودهم وتعهداتهم لناخبيهم ومن وقف معهم بمجرد دخولهم البرلمان.
ولكن حديثي في هذا المقال لا يتعلق بالنواب لأن العلاقة التي تربط الناخب بالمرشح هي علاقة مصلحة بحتة سواء كانت تخليص معاملات أو علاقة فكرية، بل يتمحور حديثي حول العلاقة التي تربط بين الموظفين.
فدائما العلاقة بين الموظفين الذين يكونون في مستوى وظيفي متقارب تكون حميمة وصداقة ومحبة وألفة وإيثار ويكون الحديث دائما عن المديرين وعن عدم تقديرهم للموظف الكادح وظلمهم له وكل واحد منهم يقول لو كنت أنا المدير لفعلت لكم كذا وكذا.
فما أن يصل الواحد منهم للمنصب حتى ينسى أصحابه وأحبابه وزملاءه بالمهنة الذين كان في يوم من الأيام واحدا منهم وينسى معاناتهم والظلم الواقع عليهم ويتحول ذلك الوجه الباسم الودود إلى شخص عابس متكبر. وأنا لا أقصد الكل ولا أقصد أن يكون متهاونا بالعمل وينتظر من مسؤوله القبول والرضا، ولكن ما قصدته هو رفع الظلم والمعاناة عن زملائه وتقدير مجهودات المخلصين في عملهم.
فعندما أذكر ذلك ليس لدي مشاكل مع المديرين أو أي أحد ولكن الإنسان عندما يكون ذا تعليم عال ويكون أول تعيينه مديرا يختلف الأمر عنه عندما يتم تعيين المرء بوظيفة عادية ويكمل دراسته ويصبح مديرا. هناك فارق بين هذا وذاك، فالأول لا يلام لأنه لم يجرب معاناة ومشاكل الموظفين الصغار أما الثاني، وهذا ما قصدت، فهو كان منهم ويعرفهم جيدا بأدق التفاصيل. طبعا لا أقصد الكل ولكن البعض منهم، فمنهم أناس أوفياء لزملائهم. وللأسف الشديد أمثال هؤلاء تجدهم في كل المجالات سواء كانت وزارات أو شركات.
نصيحتي لهم أن يعودوا لرشدهم وأن ينصفوا زملاءهم وأن يتقوا الله فيهم وألا يجعلوا المثل الذي بدأنا به مقالنا ينطبق عليهم.