وزارة التربية وقراراتها متخبطة منذ بداية جائحة كورونا حتى اليوم، لم تستقر أحوالها ولا خططها أو رؤيتها التي تفتقر إلى الدلائل العلمية البحتة في اتخاذ القرارات المصيرية لتعليم أبنائنا.
الوزارة أدخلتنا في نفق منذ أزمة كورونا، أولا: عطلت المدارس لأشهر وبعد تفكير رفضت التعليم عن بُعد أو إنهاء العام الدراسي واعتماد التحصيل العلمي للطلبة في الفصل الدراسي من العام الماضي أسوة بما عملت به دول المنطقة.
بعد كل ذلك اقتنعت الوزارة وأنهت العام الدراسي بنجاح جميع الطلبة دون استثناء بمن فيهم طلبة الثانوية العامة، ثم الاعتماد على التعليم عن بُعد للعام الدراسي الحالي الذي بدأ منذ أكتوبر المنتهي بمنصة تعليمية ليست بمستوى طموح المعلم أو الطالب.
الواضح أن المسؤولين في الوزارة غير مستعدين لهذه الآلية تماما، ولكن الظروف حتمت عليهم العمل بنظام التعليم عن بُعد الذي لن نتحدث عن آثاره السلبية على الأسر من خسائر لحقت بهم بسبب ارتفاع أسعار الأجهزة الإلكترونية قبل موسم التدريس، وافتقار الوزارة إلى آلية تنقذ الأهالي من جشع بعض التجار الذين استغلوا الوضع بسبب قرارات الوزارة وانعدام رؤيتها.
رغم تحذيرات السلطات الصحية المتكررة بعدم إقامة التجمعات فاجأتنا وزارة التربية بقرار جديد يتمثل في فرض الامتحانات الورقية على طلبة الثانوية وذلك بالحضور الشخصي لهؤلاء الطلبة، بينما قررت اقتصار التقييم الإلكتروني عن بُعد على طلبة المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، رغم احتجاج أولياء الأمور على هذا الإجراء غير المدروس في ظل انتشار فيروس كورونا بشكل كبير في مختلف دول العالم والدليل على ذلك استمرارنا في المرحلة الرابعة لعودة الحياة وعدم انتقالنا إلى المرحلة الخامسة حتى إشعار آخر بسبب زيادة الإصابات.
وزارة التربية التي تغرد خارج السرب كيف تطلب من الطلبة في هذه المرحلة الحضور والاختبار والاختلاط ونحن ما زلنا في المراحل الحرجة للجائحة، الوزارة بهذه الخطوة كيف لها أن تسيطر على التجمعات الطلابية في حال إلزامهم بالدوام لأداء الاختبارات، رغم أننا في المقابل نجد أن السلطات الصحية قد أوصت بمنع جميع مظاهر التجمعات في العرس الديموقراطي من ندوات أو غيره، والعمل على تخصيص آلية لتسجيل المرشحين وسط إجراءات صحية مشددة خوفا من انتقال العدوى!
كان الأولى بالسلطات الصحية أن تدلي بدلوها وتعلن بكل شفافية موقفها بشأن قرار وزارة التربية المتعلق بعودة الطلبة لمدارسهم لأداء الاختبارات، رغم أنها دائما توصي بمنع التجمعات البشرية لذلك نتمنى أن نسمع رأي السلطات الصحية في هذا الشأن.
الكرة الآن في ملعب وزارة التربية استمروا على آلية التعليم عن بعد واقتصروا في التحصيل العلمي للطالب خلال هذه الفترة مثلما هو معمول به بدول الجوار على التقييم الإلكتروني والأعمال والواجبات للطلبة عن بُعد حتى تعود الحياة إلى وضعها الطبيعي ويعود الطلبة بإذن الله لمقاعد الدراسة بعد توافر اللقاح واستقرار الأوضاع والاستماع إلى أهل الاختصاص والابتعاد عن أصحاب الاستشارات التي ضررها سيعصف في حال فشلها بفقدان كرسي الوزير والوكيل والوكلاء المساعدين وكل من ساهم بهذا الاقتراح، ومنا إلى من يهمه الأمر.
[email protected]