تطرقت قبل أسبوعين إلى تراخي بعض الجهات في تطبيق إجراءات الاشتراطات الصحية، وقتها طالبت من الحكومة بمراجعة قراراتها والتأكد من تطبيق تلك الاشتراطات على ارض الواقع خصوصا في بعض وزارات الدولة والمجمعات التجارية، والمستشفيات الحكومية والخاصة والمساجد والجمعيات في ظل تزايد نسب الإصابة في كورونا خلال الأيام الماضية.
كما طرحت في زاويتي تساؤلا على المسؤولين بشأن فرق العمل هل مازالت مستمرة في عملها الرقابي المتمثل في تطبيق الاشتراطات في تلك الأماكن مثل التأكد من توافر الشاشات الحرارية فيها والوقاية الشخصية والتقيد بارتداء الكمام إضافة إلى تطبيق التباعد الاجتماعي؛ لأن عدم الالتزام سيعيدنا إلى المربع الأول.
مجلس الوزراء تجاوب مع مطالبنا بمراجعة تطبيق قرارات السلطات الصحية وأوصى من جديد بتكليف الفرق الرقابية بتشديد الرقابة على المجمعات التجارية والأسواق والتأكد من التزامها بالاشتراطات، كما تم تكليف ديوان الخدمة بوضع عقوبات على مخالفي الاشتراطات الصحية من الموظفين في الجهات الحكومية، ويأتي على رأسها الالتزام بارتداء الكمام والتباعد الاجتماعي إضافة إلى توافر وسائل الوقاية وقياس الحرارة، كما أوصى المجلس بوقف المناسبات الاجتماعية التي تخالف توصيات الصحة العالمية.
الآن وبعد إعادة عمل تلك الفرق، أتمنى من المسؤولين في تلك الجهات الرقابية الابتعاد عن الشو والبهرجة الإعلامية والعمل بروح المسؤولية في تفعيل القانون تجاه كل مخالف للاشتراطات الصحية ومحاسبة كل مسؤول تقاعس عن دوره في تطبيق القانون وغض بصره عن التجمعات المقامة في المخيمات أوالقسائم التابعة للثروة الحيوانية التي أصبحت مكانا آمنا لإقامة المناسبات، وكان ذلك أمام مرأى المسؤولين خلال الفترة الماضية.
يجب تفعيل القانون ومحاسبة المسؤول في البلدية الذي تقاعس عن دوره بالسماح بإقامة المخيمات ومحاسبة المسؤول في هيئة الغذاء الذي لم يتابع التزام المطاعم والأسواق بالاشتراطات، ومحاسبة المسؤول في الثروة الحيوانية الذي لم يطبق القانون على تلك المنشأة التي تستغل لغير غرضها؛ لأن ما نشهده من زيادة في أعداد الإصابة تتحمل مسؤوليته الحكومة التي لم تفعل القانون الذي يقضي بمحاسبة كل مخالف غير ملتزم بالاشتراطات بالسجن أو الغرامة.
نطالب من السلطات الصحية بأن تقوم بمسح شامل على المناطق التي كانت تحت الحجر المناطقي خلال الفترة الماضية بعد تزايد الإصابات للتأكد من سلامة قاطنيها وخصوصا التي يقيم فيها عزاب تحديدا مناطق بنيد القار والمهبولة والفروانية والجليب وخيطان ومنا إلى من يهمه الأمر.
أخيرا، نتمنى من المتحدث الرسمي لوزارة الصحة بعد إعادة المؤتمر اليومي بشأن مستجدات جائحة كورونا أن يذكر الأسباب الحقيقية وراء تزايد أعداد الإصابة خلال الأسبوعين الماضيين، حيث لا يخفى على الجميع من واقع الأعداد أن الوضع الصحي خطير ويحتاج إلى توضيح وشفافية أكثر من قبل المسؤولين في نقل المعلومات وإعادة النظر في استعراض أعداد الإصابات من حيث ذكر العمر والجنسية والمنطقة للمصابين إضافة إلى توضيح أسباب الزيادة: هل كانت بسبب التجمعات في المجمعات التجارية، أو بسبب تجمعات بشرية أخرى في مناسبات اجتماعية أو بسبب تأخر أخذ التطعيم أم بسبب فتح الأجواء؟.
المطلوب من وزارة الصحة توضيح ذلك بشكل تفصيلي وعاجل ومقنع حتى يطمئن الجميع، ومنا إلى المسؤولين.
[email protected]