بعد شد وجذب حسمت وزارة التربية عقد الاختبارات الورقية للصف الثاني عشر بعد جلسة خاصة دعا لها نواب الأمة لإنصاف الطلبة من القرارات غير المدروسة والمتذبذة للوزارة، والتي جاءت بوقت مفاجئ، ودون مقدمات رغم استمرار الجائحة، وارتفاع أعداد الإصابات في البلاد.
النواب خسروا الجلسة وسقط قرار اللجنة التعليمية الذي اعتمد على استمرار «التعليم عن بعد» لطلبة هذه المرحلة مع منهج «أونلاين» يشتمل على تقييم مستوى الطلبة نظير التزامهم بالحضور والمشاركة بالواجبات المكلفين بها منذ بداية العام الدراسي حتى اليوم.
وزارة التربية فاجأت الطلبة بقرار الاختبارات رغم أن جميع المراحل الدراسية الأخرى أنهت العام الدراسي عبر هذا النظام ما عدا الصف الثاني عشر الذي حرم منه.
التصويت في المجلس حسم الأمر وجاءت الكفة لصالح الحكومة ممثلة بوزارة التربية صاحبة فكرة عقد الاختبارات الورقية لهذه المرحلة رغم وجود مطالبات كثيرة من أولياء الأمور تطالب بتأجيل عقدها هذا العام أسوة بما هو معمول به في دول الخليج التي أنهتوا عامها الدراسي في كل المراحل الدراسية عبر نظام الإلكتروني دون إلزام الطلاب بالحضور.
وزارة التربية وبعد حسم الأمر نتمنى منها إعلان جاهزيتها بكل شفافية حتى نضمن سلامة الاجراءات المعتمدة لديهام، ووزارة الصحة سبق أن أعلنت أنه لا توجد جاهزية للمدارس خلال جولة عشوائية رصدت من خلالها ذلك الأمر، ثم عادت مرة أخرى وأكدت بعد شهر عدم ممانعتها في إقامة الاختبارات ولكن دون توافر أفراد التمريض الذين هم أساس الجاهزية بوجهة نظري.
كان الأولى على وزارة الصحة التي تدعو دائما إلى عدم التجمعات أن تكون أكثر وضوحا وشفافية في اتخاذ مثل هذا القرار المصيري الذي يتعلق بصحة الطلبة وتعلن تحملها المسؤولية مادامت هي التي تملك القرار.
وزارتا التربية والصحة تتحدثان عن جاهزيتهما للاختبارات الورقية رغم انه لا توجد طواقم طبية أو تمريضية في تلك المدارس للإشراف على تطبيق الاشتراطات الصحية والتأكد من سلامة الطلبة قبل دخولهم مقار الاختبارات، فأين تلك الجاهزية في ظل عدم وجود تلك الكوادر؟!
وزارة التربية، قبل الحديث عن الجاهزية هل قامت بتعقيم مدارسها قبل موعد الاختبارات وتوفير وسائل الوقاية الشخصية؟ سؤال يشغل أذهان أولياء الأمور الذين تهمهم صحة وسلامة أبنائهم قبل كل شيء.
كان الواجب على وزارة الصحة تأسيس منصة لتطعيم الطلبة قبل الاختبارات، إذا كانت واثقة تماما بصحة عقد الاختبارات في هذه الأوضاع لتحقيق المناعة المجتمعية بدلا من الوضع الحالي، فهناك عدد من الطلبة تم تطعيمهم، وعدد كبير آخر لم يطعموا، إضافة إلى ذلك تجمعهم في مكان واحد يسهل انتقال العدوى لا سمح الله بين الطلبة في تلك الأماكن المغلقة.
وزارة التربية تطمئننا بأن الكوادر لديها تم تحصينهم باللقاح، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تحصنوا الطلبة طوال تلك الفترة مادامت هناك نية لحضور الطلبة والطالبات؟
قرار عودة الاختبارات الورقية للصف الثاني عشر أثر بشكل واضح على نفسية الطلبة، وتم اتخاذه على عجالة، فالوزارة تارة تؤكد استمرار التعليم عن بعد، وتارة أخرى تعود وتنسف وعودها بإعادة الاختبارات وحددت موعدها في 30 مايو، ثم عادت قبل الموعد بثلاثة أيام وأعلنت تأجيلها إلى 9 يونيو، وهذا يدلل على أن خططها تسير على البركة دون خطط ودراسات موضوعية.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا جعلتم الطلبة يعيشون حالة من القلق وعدم الارتياح هم وأسرهم بسبب القرارات المتخبطة؟ ولماذا كلفتم على أولياء الأمور بالبحث عن المدرسين الخصوصيين، بعد تغيير الخطة الدراسية التي بدأت بالتعليم الإلكتروني وانتهت بالاختبارات الورقية؟!
وزير التربية قال في مجلس الأمة إن الاختبارات الورقية جاءت للقضاء على «التفوق الوهمي»، فهل لديكم دليل يثبت أن هناك تفوقا وهميا رصدته الوزارة، حتى يتم إطلاق مثل تلك الاتهامات ضد أبنائنا الطلبة والتشكيك في قدراتهم؟!
أخيرا، يتردد أن الوزارة أجلت الاختبارات إلى 9 يونيو ليس من أجل أعطاء الطلبة مزيدا من الوقت للمراجعة والبحث كما تقول الوزارة، وإنما أتى التأخير لضمان تطعيم كل الكوادر التي ستشرف على تلك الاختبارات، فما صحة ذلك؟
[email protected]