تطلب السلطات الصحية دائما من المجتمع منذ بداية حملة التطعيم الإسراع في التسجيل بمنصة التطعيم لتحقيق المناعة المجتمعية ولكن الخطط غير المدروسة كانت سببا في عدم تحقيق هذه الأمنية حتى الآن.
هناك العديد من إخواننا البدون وكذلك المقيمون والعمالة المنزلية سجلوا منذ اكثر من 4 شهور في منصة التطعيم، وحتى اليوم لم يصلهم موعد لتلقي اللقاح، كان الأولى على السلطات وفريق إدارة أزمة كورونا أن يسعوا جاهدين إلى تطعيم هؤلاء المسجلين بدلا من توجيه الأنظار إلى من رفض التطعيم لقناعتهم الشخصية طالما أن اللقاح اختياري وليس إجباريا.
الأولى على السلطات الصحية أن تركز على إنجاز تحصين من تم تسجيلهم والابتعاد حاليا عن رافضي اللقاح إذا أرادوا أن يحققوا المناعة المجتمعية ويلحقوا بدول الخليج الأخرى التي قريبا ستصل نسبها إلى تلك المناعة المطلوبة.
البدون والمقيمون معنا في سفينة واحدة تجاوبوا وسجلوا في المنصة، وواجب على السلطات الصحية الإسراع بتحصينهم في أسرع وقت ممكن، وقد كان من الظلم حرمانهم من دخول المجمعات قبل عيد الأضحى المبارك لشراء حاجاتهم بسبب أمور لا يتحملونها وإنما يتحملها من بيده توزيع المواعيد، والذي تسبب في بطء وتيرة التطعيم، والدليل على ذلك إقبال البعض على التسجيل منذ شهر يناير وحتى اليوم لم يتلقوا أي جرعة من اللقاح.
بوجهة نظري أن تطعيم هذه الفئات مجتمعة أهم من البدء بتطعيم الأطفال في الوقت الحالي نظرا لعددهم الكبير في المجتمع حيث يشكل المقيمون أكثر من ثلث السكان، ويمكن الرجوع إلى رأي أصحاب الاختصاص في هذا الشأن وسؤالهم: أيهم أحق بالتطعيم في الوقت الحالي؟!
بات من الضروري على السلطات الصحية تبديل فريقها وخططها إذا أرادت تحقيق المناعة المجتمعية والبداية تكون بتحصين هذه الفئات من السكان.
الملاحظ أن أعداد الإصابة مازالت مرتفعة من خلال التقرير اليومي لوزارة الصحة. أعتقد أن السلطات الصحية رصدت بؤر تمركز هذا الفيروس في بعض المناطق وخير شاهد نسب الإصابات في بعض المحافظات.
يجب على الصحة التركيز خلال الأيام المقبلة على المناطق التي تشهد ارتفاعا في نسب الإصابة وذلك من خلال تخصيص وحدات تطعيم متنقله تجوب الشوارع لتحصين قاطني تلك المناطق فمنهم من لم يسجل لجهله بعملية التسجيل ومنهم من هو مخالف لقانون العمل إضافة إلى من هو مسجل، وينتظر دوره.
المطلوب من السلطات الصحية كذلك إذا أرادت تحقيق المناعة المجتمعية في البلاد أن تفتح مراكز التطعيم للمسجلين المقيمين بالسرعة الممكنة دون التقيد بالمواعيد، لأن تأخير التطعيم عن هؤلاء سيكون ضرره أكبر على الجميع.
لذلك عجلوا، وطعموا الجميع ولو بجرعة واحده حاليا حتى نعبر بسلام إلى بر الأمان من هذا الفيروس.
[email protected]