سبق أن طلبت من مجلس الوزراء قبل اكتشاف فيروس كورونا المتحور «أومكيرون» تشديد تطبيق الاشتراطات الصحية بعد أن لوحظ أن هناك تراخيا من قبل البعض في تطبيقها خاصة في الأماكن المغلقة خلال الأيام الماضية، رغم أن الفترة الحالية تتطلب من الجميع الحيطة والحذر وتحمل المسؤولية المجتمعية حيال ذلك الأمر في ظل استقرار الوضع الصحي في البلاد.
ذكرنا سابقا أن الأنشطة الاجتماعية مع عودة الحياة قابلها تراخ وعدم التزام بتطبيق الاشتراطات الصحية، وخصوصا لبس الكمام في الأماكن المغلقة مثل المساجد والمجمعات ومقار العمل، إضافة إلى الجمعيات التعاونية، وقتها طالبت من خلال زاويتي لجنة طوارئ كورونا الوزارية بإيجاد آلية سريعة لردع المخالفين للقانون والإعلان بشكل مباشر عن الجهة المسؤولة عن مخالفة الأفراد غير الملتزمين بتطبيق تلك الاشتراطات.
التجاوب جاء سريعا من مجلس الوزراء بدعوة جميع المواطنين والمقيمين إلى الالتزام بالاشتراطات الصحية والوقاية للحفاظ على الصحة العامة، وتلقي التطعيمات المطلوبة والجرعة التنشيطية المعززة في ظل طهور المتحور الجديد من سلالة كورونا.
نائب رئيس اللجنة الوزارية لتنفيذ الاشتراطات الصحية لمواجهة كورونا مدير عام البلدية م.أحمد المنفوحي تجاوب كذلك مع مطالبنا، حيث أكد في تصريح صحافي أن اللجنة اتخذت في اجتماعها الماضي عدة إجراءات من شأن التشديد على ضرورة تطبيق الاشتراطات الصحية بعد أن لوحظ بعض التهاون من بعض المجمعات التجارية والمحلات والفنادق بعدم التزامها بتطبيق الاشتراطات على مرتاديها والتي يأتي على رأسها لبس الكمام والتأكد من تلقي اللقاح لدخول تلك الأماكن عبر التطبيقات الرسمية.
وذكر كذلك أن هناك فرقا ميدانية رقابية لوزارة الشؤون ستقوم بزيارات إلى الجمعيات التعاونية وفرقا من هيئة الصناعة ستزور المصانع، وفرقا من البلدية والهيئة العامة للغذاء والتغذية والهيئة العامة للقوى العاملة ستتواجد أيضا في المجمعات التجارية والمحلات والفنادق للتأكد من التزام هذه الأنشطة التجارية ومرتاديها بتطبيق الاشتراطات الصحية، للمحافظة على استقرار الوضع الصحي في البلاد.
يجب على الفرق المعنية القيام بدورها في تطبيق القانون والتأكد من توافر قياس الحرارة في المجمعات والتقيد بلبس الكمام طوال فترة تواجدهم في هذه الأماكن من خلال تواجدهم المستمر في الميدان للتأكد من تطبيق الإجراءات ومحاسبة غير الملتزمين سواء أصحاب المحلات أو رواد الأماكن.
كما يجب على وزارة الأوقاف التنبيه على أئمتها بحث المصلين بالالتزام بالكمام داخل دور العبادة وإحضار سجادة الصلاة وقت الفروض، حيث إن هناك بعض المصلين أصبحوا للأسف غير مبالين لهذه الاشتراطات، الأمر الذي يحتاج ممن يدير شؤون المساجد الى توعية الناس بالالتزام بشروط الوقاية، إضافة إلى توفير كل ما يلزم للمساجد من معقمات وكمامات وسجادة صلاة ذات الاستخدام الواحد.
مجلس الوزراء مشكورا واللجنة الوزارية لكورونا تجاوبا مع مطالبنا، ولكن السؤال الذي مازال بانتظار الإجابة من قبل المسؤولين: ما الجهة المعنية بمخالفة الأشخاص غير الملتزمين بالقانون، علما بأن عدم وجود جهة رقابية ساهم بلا شك في حالة التراخي وعدم الالتزام التي نشهدها في تلك الأماكن؟