الأزمة الإسكانية بدأت تشهد انفراجة بشكل تدريجي. البداية كانت في مشروع المطلاع السكني الذي أقر خلال تولي الوزيرة د.رنا الفارس حقيبة الإسكان آنذاك، وبعده مشروع جنوب مدينة سعد العبدالله الذي وعد بإقراره وتوزيعه وزير الإسكان السابق شايع الشايع، والذي نرى ثماره اليوم بتوزيع أراضي المشروع على المخطط للمواطنين المشمولين، كما لا ننسى كذلك دور المجلس البلدي، وبصماته الواضحة لدعمه إقرار مشروع جنوب سعد العبدالله، وكذلك منطقة غرب القيروان التي جاء اعتمادها بمباركة من قبل رئيس مجلس الوزراء.
إقرار مثل هذه المشاريع سيعجل بحل أزمة السكن التي يعاني منها المواطنون طوال العقود الماضية، كما أنه سيقلص فترة انتظار المواطن للحصول على حق الرعاية السكنية التي أصبحت حلما لكل أسرة عانت من مشكلة التنقل من سكن إلى آخر بسبب تعطل عجلة إقرار المشاريع وتكدس طلبات الانتظار لطالبي السكن.
المطلوب من المؤسسة العامة للرعاية السكنية، وبعد هذه الانفراجة أن تزيد أعداد المشمولين بالتخصيص لأصحاب الطلبات في مشروع جنوب سعد العبدالله، فمن غير المعقول أن يتم التخصيص لـ 140 مواطنا فقط كل أسبوعين في هذا المشروع لدخول القرعة.
الخطوات تسير ببطء رغم حلحلة المشكلة التي بحاجة إلى تدخل عاجل وفوري من وزير الإسكان مبارك العرو لتسريع عجلة توزيع الأراضي السكنية في هذا المشروع.
يجب أن يبادر بزيادة أعداد المشمولين بالتخصيص إلى 500 أسبوعيا حتى يتم الانتهاء من التوزيع في وقت زمني قصير بدلا من الوضع الحالي الذي سيحتاج إلى سنوات إذا استمر بهذا الشكل.
ويجب على المؤسسة ألا تفكر في إيقاف التوزيع في هذا المشروع حتى إشعار آخر بسبب الظروف الصحية - كما هو متداول- وهي أخبار لا نعلم ما مدى صحتها، لكن بالنسبة للظروف الصحية يمكن تجاوزها بكل يسر وسهولة من خلال تطبيق الاشتراطات والتباعد الذي سيترتب عليه استمرار عملية التوزيع، وعدم تعطيلها في ظل هذه الانفراجة.
ونتمنى على سمو رئيس مجلس الوزراء التوجيه بالإسراع في حل مشكلة أهالي مشروع منطقة المطلاع، والمتمثل في منح أذونات البناء التي بحاجة إلى تدخل فوري من سموه بإصدار توجيهاته بحل هذه المشكلة بدلا من جعلها مادة للتكسبات السياسية لدى البعض، علما بأن الأمر لا يحتاج إلى معضلة لحله وإنما يحتاج إلى قرار تنسيقي يلزم المؤسسة وبنك الائتمان بمنح المواطنين تلك الأذونات، فمن غير المعقول تعليق حال الأسر في هذه المنطقة دون أي تدخل من الحكومة، ومنا إلى سموه.. سهلوا على أهل «المطلاع»، وعجّلوا في منح أذونات البناء للمواطن الذي مازال ينتظر من حكومته الكثير والكثير.
[email protected]