بين فترة وأخرى نصحوا على أزمة مفتعلة في البلاد، تقابلها ردود أفعال سريعة بتغريدات وتحلطم مؤقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لبعض النواب، متناسين دورهم الحقيقي في الرقابة والمحاسبة تحت قبة البرلمان.
افتعال الأزمات في الكويت من المسؤول عنها؟، وكذلك غياب الجانب الرقابي عن القضايا المتعلقة بمعيشة المواطن وما يتعرض له من جشع وغلاء فاحش، يقابل ذلك صمت وعدم مبالاة من قبل الأجهزة الرقابية في الدولة، خصوصا وزارة التجارة التي ذكرت في أكثر من تصريح لها أن جيب المواطن خط أحمر، لكن ما نشاهده خلاف ذلك تماما.
دعونا نستذكر بعض الأزمات التي مرت بنا خلال الفترة القصيرة الماضية وتلاشت من تلقاء نفسها، أبطالها بعض تجار الأزمات الذين استخدموا سلعهم سلاحا في وجه الحكومة بسحبها من الأسواق وتخزينها في مخازنهم لكسر كلمة الحكومة وإجبارها على إلغاء تثبيت الأسعار والأمثال كثيرة، ومن أهمها أزمة الدجاج التي لن نتوقف عن التطرق لها حتى يتم إيجاد الحل المناسب الذي يتم بموجبه معاقبة كل من تعمد في إلحاق الضرر بالوضع الغذائي باحتكاره للسلع.
المخزون الغذائي كما يقول بعض المسؤولين إنه متين ويصمد لمدة عام بوجه أي أزمة، ولكن ما نلاحظه مخالف تماما لتصاريح هؤلاء، هل يعلم المسؤولون في الوزارة عن اختفاء الدجاج من الجمعيات الذي سبق أن تطرقنا له؟ أين دور الوزارة الرقابي حيال ذلك الأمر؟ أين المخزون الاستراتيجي الذي تتغنون به؟ لماذا أصبحت الثلاجات خالية؟
أين نواب الأمة عن هذه القضية التي تستدعي تحريك أدواتهم الرقابية وعقد جلسة عاجلة لمحاسبة المتسبب في افتعال هذه الأزمات؟
كيف اختفى فجأة الدجاج من الأسواق ومن دون مقدمات؟ سؤال يتبادر في ذهن الجميع، أين مخزون الجمعيات من هذه السلع؟ أين دور التجارة في إلزام الشركات بتوفيره بجميع أنواعه؟
الموضوع ليس له علاقة بالاستيراد وغيره حتى نلقي اللوم على الأزمة العالمية، الحل سهل، بإمكان وزارة التجارة محاسبة المتسبب وسحب ترخيصه إن ثبت تعمده من خلال الرجوع إلى الواردات الجمركية لهذه الشركات ومطابقتها مع ما هو متوافر في السوق وبعدها سينكشف المستور.
يجب كذلك محاسبة الجمعيات التي لم يكن لها أي دور في الأزمة يجب على اتحاد الجمعيات أن يلزم الشركات بتسجيل موقف حيال ذلك الأمر ومقاطعة تلك الشركات التي تنتظر قرار موافقة لرفع أسعار سلعها، وبعدها سيغرق السوق بالدجاج ويتضح أن الأمر مجرد أزمة مفتعلة، وهذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.
[email protected]