بعد عقود من الانتظار، وجدنا أخيرا صاحب القرار سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد النواف الذي بفضل توجيهاته ورؤيته وخطواته الإصلاحية التي تبشر بانتهاء زمن الواسطة، عاد لنا الأمل والتفاؤل من جديد.
سمو الشيخ أحمد النواف رجل دولة، فرغم مشاغله وازدحام جدول أعماله، فضّل النزول إلى الميدان للاطلاع والاستماع عن قرب إلى هموم المواطنين والمشاكل التي يعانون منها خلال مراجعاتهم للدوائر الحكومية، وتنفيذا لتوجيهات سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، الذي أوصى بتلمس حاجات المواطنين وحل مشاكلهم في الوزارات.
أولى محطات النواف كانت في مجمع الوزارات وبعيدا عن البهرجة الإعلامية التقى خلالها عددا من المراجعين واستمع لمشاكلهم، وأكد لهم أن جميع المسؤولين والموظفين في خدمة المراجع، ومن كانت معاملته قانونية سيحصل على حقه بقوة القانون، وهذا الكلام أعاد ثقة المواطن في أجهزة الدولة التي كانت مختطفة بقوة الواسطة، وبمساعدة بعض القياديين المتخاذلين الذين حصلوا على مناصبهم بالمحسوبية.
زيارة سموه المفاجئة كانت بمنزلة رسالة إلى القياديين بأن هناك من عيون تراقب عملكم وتعاملكم من خلال نزولكم لصالات المراجعين وتلمس مشاكلهم وتسهيل أمورهم بعيدا عن الإجراءات المعقدة.
جولة النواف وجدت استحسانا كبيرا لدى الكثير من المواطنين الذين كانوا بحاجة إلى مثل هذا النهج الذي كان مفقودا طوال السنوات الماضية ومقتصرا على تسهيل معاملات أصحاب النفوذ والواسطة.
نستغرب من بعض الأصوات المعارضة لنهج الرئيس في نزوله للميدان والالتقاء بالمواطنين في الدوائر الحكومية ما يؤكد لنا جليا تضرر هذه الفئة في تعطل مصالحهم التي كانت سابقا وقبل قرارات سموه تنجز من هذه الأبواب التي كانت مفتوحة لمن يملك واسطة ونفوذا ومغلقة بوجه المواطن صاحب الحق.
مطلوب من سمو الرئيس الاستمرار بهذا النهج وعدم الالتفات إلى هذه الأصوات، لان الشعب معك في أي خطوة إصلاحية تخدم الوطن والمواطن ويدعمونك بكل قوة.
أخيرا نطلب من سموكم بعد زيارة مجمع الوزارات القيام بزيارة لوزارة الصحة ومرافقها حتى تشاهد بعينك حجم معاناة المواطنين أمام أبواب بعض المسؤولين المغلقة التي يجدون أمامها بعض مديري المكاتب، متسيدين المشهد وهم أساس المشاكل التي يعاني منها المراجعون.
هل يعلم سموكم أن بعض القياديين يتهربون من مواجهة الجمهور، ويختبئون بالمبنى الملاصق لوزارة الصحة في الأدوار العليا، نتمنى من سموكم التحقق من هذا الأمر وإلزام المسؤولين بتلمس مشاكل المراجعين وتحديد أيام لمقابلة المواطنين، حيث إن هؤلاء المسؤولين وضعوا في هذه المواقع من أجل خدمة الناس.
هناك ملاحظة أخرى تتعلق برقم تلقي الشكاوى والمقترحات المقدمة من المواطنين لمكتب سموكم، وهي أن الرقم المخصص من قبل مجلس الوزراء يستقبل الرسائل عبر الواتساب، في المقابل لا نرى أي تفاعل أو تواصل يذكر مع المرسل لمعرفة مشكلته، لذلك يجب على المسؤولين عن هذا العمل الاهتمام ببحث مشاكل المواطنين وإحالتها للجهات، تمهيدا لإيجاد الحلول المناسبة لها لأن هناك شكاوى لا تحتمل التأجيل والمماطلة، ومنا إلى أبي نواف.
[email protected]