تطرقت في مقالة سابقة عن آلية عمل بعض لجان العلاج بالخارج في المستشفيات العامة وطالبنا بغربلتها وإعادة النظر في أعمالها نتيجة تعاطيها مع الحالات المعروضة عليها.
وكيل وزارة الصحة د.مصطفى رضا مشكورا أصدر قرارا أثلج فيه صدورنا من خلال اعتماد آلية عمل جديدة للجان في المستشفيات والمراكز التخصصية تنظر في جميع الحالات كل لجنة حسب اختصاصها، ومثال على ذلك أمراض العيون خصص لها لجان مستشفى البحر، وأمراض العظام في مستشفى الرازي، والأمراض الجلدية في مركز أسعد الحمد.
آلية عمل اللجان السابقة في المستشفيات العامه فيها تناقض عجيب نجد حالتين تعانيان من المرض نفسه ترفض الأولى في المستشفى التخصصي بجحة توافر العلاج، وفي بعض لجان المستشفيات العامة تتم الموافقة على ابتعاثها ولا نعلم ما المعيار المعتمد للقبول والرفض في تلك اللجان.
خاطبنا -وقتها- المسؤولين في الوزارة، وعلى رأسهم وزير الصحة، ووضعنا بين السطور تكالب المنتفعين على تحويل الحالات المحسوبة عليهم إلى بعض المستشفيات العامة لاعتماد إرسالها دون النظر إلى لائحة العلاج.
القرار الجديد نظم عمل اللجان التخصصية وجعل لها استقلالية ومنع تداخل الاختصاصات، كذلك سيحد من دخول الواسطة في المعاملات المعروضة على اللجان، كما أن من مميزات القرار أنه تم تحديد مواعيد العرض على اللجان بحد أقصى 4 أسابيع من تاريخ تقديم الطلب، خلاف ما كان عليه سابقا، المواعيد كانت تتراوح ما بين شهرين إلى 3 أشهر، إضافة إلى ذلك تمت زيادة عدد أيام عمل اللجان التخصصية في المستشفيات والمراكز المشار إليها لاستيعاب جميع المرضى من مختلف المستشفيات.
المطلوب أيضا من اللجان التخصصية التي باركنا تنظيم عملها أن تنصف المرضى، وتنظر في كل حالة على حدة وإنصافها، والابتعاد عن شماعة تقليص ابتعاث الحالات بحجة التوفير وظلم المستحقين.
هناك إنجاز آخر سجله وكيل وزارة الصحة، ويستحق منا الإشادة، وهو إلزام اللجان في حال إصدار توصية توافر العلاج بالكويت يضع أعضاء اللجنة خطة العلاج المتوافر واسم الطبيب المعالج الذي سيتابع حالة المريض وتقييمها لاحقا للتأكد من تجاوبها مع العلاج.
هذا الأمر سيجعل الكثير من اللجان تتريث قبل أصدار مثل تلك التوصيات السريعة لأن الجميع يريد العنب لا الناطور.
نعلم جيدا أن قرار تخصيص اللجان سيعرض الوكيل إلى الهجوم من قبل بعض المستفيدين من تعدد اللجان التي تخدم المحسوبين عليهم، ولكن في النهاية «لا يصح إلا الصحيح» و«الإصلاح يبدأ بخطوة».
د.مصطفى أنت تسير في الطريق الصحيح، استمر في قراراتك الإصلاحية، ولا تلتفت إلى من يريد عرقلة عملك، الجميع يدعمك على هذا العمل الذي سيجعل الناس سواسية أمام اللجان.
هناك أمر آخر أتمنى من د.مصطفى دعمه والعمل على تنفيذه، وذلك فيما يتعلق بالأطباء الزوار الذين تخصص لهم الوزارة مبالغ كبيره خلال زيارتهم للبلاد.
يجب على الوزارة أن تستثمر الأطباء الزائرين وتخصص لهم يوم عمل في كل مستشفى للاطلاع على الحالات وفق اختصاصاتهم الطبية بدلا من الوضع الحالي المقتصر على حالات المحسوبين والمقربين، وهذا ما شاهدناه بالعين خاصة في المستشفيات التخصصية.
[email protected]