وزارة الأشغال وهيئة الطرق صبحكم الله بالخير، حذرناكم مسبقا بألا تتسرعوا في إطلاق عنان التصاريح الصحافية بالجاهزية لموسم الأمطار التي أصبحت شبيهة لجاهزية وزارة التربية التي عصفت بقيادات الوزارة بعد انكشافها، منهم من تقدم باستقالته وآخر قدم تقاعده على أثر أزمة التكييف.
قبل 3 أسابيع تحديدا، تطرقت في مقالتي السابقة إلى تصاريح وزارة الأشغال وهيئة الطرق وجاهزيتهما لموسم الأمطار ودعوتهما وقتها إلى التأكد من الجاهزية على أرض الواقع قبل كل شيء، نبهت الوزارة وهيئة الطرق قبل موسم الأمطار برسائل أطلب منهما التأكد من مدى جاهزيتهما واستعدادهما لهذا الموسم قبل فوات الأوان.
تطرقت كذلك إلى عمل اللجنة العليا المختصة بمتابعة الاستعدادات التي تم تشكيلها خلال العام الماضي لموسم الأمطار التي أوصت آنذاك بضرورة وضع آلية للتعامل مع أي طارئ يحدث على مستوى الطرق أو الأنفاق خلال الأمطار والتنسيق كذلك مع الجهات المعنية لتأمين الشوارع بخطة الطوارئ، والعمل على تنظيف جميع غرف التصريف والمناهيل وخطوط الأنابيب الواصلة بها وتنظيف المجارير الواصلة إلى البحر ومخارج الأمطار، مع اتخاذ إجراءات وقائية لتجنب طفح المياه، إضافة إلى تشكيل فرق عمل موزعة على المحافظات لتكون جاهزة للتحرك على المناطق الحرجة حال وجود أعطال أو تلقي شكاوى وقت هطول الأمطار.
خلال مقالتي طالبت متابعة تلك التوصيات من قبل جهات الاختصاص والتحقق من تنفيذها والتأكد من جاهزية فرقها التي يتوجب عليها النزول إلى أرض الميدان في المحافظات الست والتأكد من استعدادات تصريف المياه في الطرق والأنفاق قبل موسم الأمطار.
الأمطار هطلت أمس الأول وانكشف المستور، ففي أول دقائق سقطت خطط الوزارة والجاهزية، حيث غرقت الشوارع الداخلية والرئيسية، وطفحت المناهيل من كمية المياه رغم تأكيد وتحدي المسؤولين في تلك الجهات وإعلانهم اكتمال صيانتها خلال أغسطس الماضي!
المنطقة الجنوبية شهدت إغلاق طرقها وخطوط سريعة أثبتت فشل خطة الطوارئ الخاصة بالتدخل السريع وخير شاهد ما حدث في طريق الفحيحيل السريع ومنطقة الرقة وهدية إضافة إلى مناطق أخرى.
ما زلت أطالب وزير الأشغال الذي نعرف حزمه في هذه الأمور بمحاسبة المسؤولين الذين أعلنوا عن الجاهزية الفضفاضة التي انكشفت خلال دقائق بأنها عبارة عن ظاهرة صوتية تسمعها ولا تشاهدها.
يجب على معاليك محاسبة المسؤولين الذين زودوكم بتقارير الجاهزية لأن معاليك صاحب القرار الأول والأخير في الوزارة مما يجعلك محاسبا أمام النواب والشارع الكويتي.
نواب الأمة الأفاضل القضية في ملعبكم بدلا من التصاريح بمواقع التواصل، نريد محاسبة المقصر وبعيدا عن الفلاشات الإعلامية لأن أنتم من يمثل الشعب.
أخيرا معالي الوزير أول غيمة أسقطت خطط وزارتكم وهيئتكم، يجب عليكم إعادة النظر في أعمال الصيانة والعمل على قدم وساق لحل المشاكل قبل أن تغرق الديرة، فلله الحمد الدولة لم تقصر ووفرت لكم الميزانيات الكافية لأعمال الصيانة فلماذا هذا التراخي؟
احسم الأمور وتوكل على الله وأضرب بيد من حديد، لجان التحقيق لن تسمن أو تغني من جوع، نريد مثل انتفاضة وزير التربية وتطبيق مبدأ العقاب على من تقاعس في عمله ومنا إلى أبي عبدالله.
[email protected]