تطرقت قبل كارثة تداعيات الأمطار في مقالين سابقين إلى جاهزية وزارة الأشغال وهيئة الطرق لموسم الأمطار ووقتها طالبت تلك الجهات بالتريث في إطلاق عنان تصريح الجاهزية والاستعدادات وألا يكون مصير مسؤوليها نفس مصير قيادات وزارة التربية على خلفية أزمة التكييف، نحن لا نتحدث عن أشخاص وإنما عن أداء وعمل.
في تاريخ 4 أكتوبر طالبت المسؤولين في الأشغال وهيئة الطرق بالتأكد من مدى الجاهزية من خلال أعمال صيانة المناهيل والصرف الصحي في مختلف مناطق الكويت.
كما طلبت كذلك من الهيئة وقبل الأمطار أن تعالج مشكلة الحفر في الطرق السريعة وتهالك الأسفلت الذي سيكون عائقا للحركة المرورية بسبب تجمع المياه.
وقتها طلبت من وزير الأشغال إلزام المسؤولين بتزويده بتقارير رسمية تؤكد جاهزية كل محافظة على حدة، وإذا كان خلاف ذلك تتم محاسبة المسؤول، واختتمت المقالة بأن الأيام المقبلة كفيلة بكشف الجاهزية شدوا حيلكم قبل فوات الأوان وبالفعل انكشف المستور.
في تاريخ 24 أكتوبر بعد حادثة إغلاق الطرق في المنطقة الجنوبية وثبوت فشل الجاهزية والخطط لمواجهة الأمطار طالبت وزير الأشغال مرة أخرى الذي نعرف حزمه في هذه الأمور بمحاسبة المسؤولين الذين أعلنوا عن الجاهزية الفضفاضة التي انكشفت خلال دقائق بأنها عبارة عن ظاهرة صوتية، ومحاسبة المسؤولين الذين زودوكم بتقارير الجاهزية، لأن معاليك صاحب القرار الأول والأخير وسيجعلك ذلك محاسبا أمام النواب والشارع الكويتي، طلبت من الوزير وقتها حسم الأمور والتوكل على الله والضرب بيد من حديد وعمل انتفاضة مثلما تم عمله من قبل وزير التربية على أثر أزمة التكييف.
بالفعل جاءت الرياح بعكس الأمنيات وغرقت الشوارع وانشلت الحركة المرورية وعطلت المرافق الحكومية وأثبتت فشل جاهزية وخطط وزارة الأشغال وهيئة الطرق لموسم الامطار
بعد ليلة الطفحة الأولى خرج سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك منذ ساعات الصباح الاولى ونزل الى أرض الميدان وتفقد جاهزية جهات الدولة واطلع على سير العمل ووعد بعد ذلك بالمحاسبة إن وجد أي تقصير وذلك تجاوب مع ما تطرقنا له سابقا.
سمو الرئيس أعاد ثقة المواطن بالجهاز الحكومي في هذه الحادثة التي جاءت بدايتها في تعطيل المرافق الحكومية وتفقد الوضع في البلاد والإسراع في حل مشكلة إغلاق الطرق ومن ثم حسمها في توجيهاته باحالة عدد من المسؤولين إلى التقاعد وآخرين للتحقيق وإيقاف عن العمل لحين ظهور نتائج لجان التحقيق.
هذه الاجراءات ينتظرها من سموه الشارع الكويتي، والجميع يرفع له العقال على هذا الإجراء في محاسبة المقصرين في مرافق الدولة وتقاعسهم عن متابعة أعمالهم.
هذا الشي افتقدانه كثيرا ونريد من سموكم السير على هذا النهج الإصلاحي الذي سيحقق لك رصيدا شعبيا كبيرا لأن الجميع مع الإصلاح، وخطابك الأخير جاء بالقول والفعل وخير شاهد نتائج أزمة التكييف وأزمة الأمطار وننتظر المزيد والمزيد.
نتمنى من أبو صباح الاستمرار على هذا النهج لمعالجة القصور في بعض الجهات الحكومية واستخدام مبدأ العقاب قبل الثواب وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
كما نتمنى من أبي صباح الاستمرار على هذا النهج لمعالجة القصور في بعض الجهات الحكومية واستخدام مبدأ العقاب قبل الثواب وإصلاح ما يمكن إصلاحه، يجب إعادة النظر في وضع هيئتي الطرق والغذاء، وإعادة الأولى إلى وزارة الأشغال بعد أن ثبت إخفاقها، والثانية إلى البلدية لأن استقلالية الهيئات خلقت لنا فقط مناصب قيادية وعملا دون الطموح.
كما نتمنى من سموكم متابعة التحقيق الخاص بأزمة الأمطار بعد استقالة وزير الأشغال، وتكون بداية النهاية ومحاسبة المقصرين وإحالتهم إلى جهات الاختصاص والإعلان بكل شفافية عن أوجه القصور وإصلاحها.
شكرا شكرا شكرا يا أبا صباح، استمر في المحاسبة وإذا دعا الأمر إلى إقالة الوزراء المتقاعسين عن أعمالهم وكذلك القياديين من أجل كويت المستقبل. كما لا يفوتني ذكر إنجازات سموكم التي سجلها التاريخ في المحاسبة وأبرزها حادثتا أزمة التكييف والأمطار.
أخيرا.. شكر وتقدير لرجال الأمن والإطفاء والطوارئ الطبية على جهودكم الجبارة، ومد يد العون خلال هطول الأمطار للمواطنين والمقيمين الذين حاصرتهم المياه في الشوارع والمنازل، بارك الله فيكم وكثر من أمثالكم لخدمة وطنكم.
[email protected]