أثبتت الكوادر الوطنية خلال أزمة السيول وغرق الشوارع الأخيرة معدنها الأصيل في التفاني بالعمل وتكاتف الجهات الحكومية والتطوعية من اجل سلامة الكويت وأهلها من كل سوء.
الكلمات تعجز عن شكر هؤلاء الأبطال الذين اثبتوا لمن يروج مقولة الكويتي لا يعمل.
قوة وإمكانيات الموظف الكويتي وقت الشدائد، وخير شاهد فزعتهم لإنقاذ البشر والممتلكات في مختلف المناطق من طوفان المياه المتحركة والتي أصبح البعض منها بحارا جراء السيول التي تسحب كل ما تصادفه.
منذ الساعات الأولى هرع رجال الأمن الى تنفيذ خطة محكمة للسيطرة على الوضع بإغلاق بعض الطرقات الممتلئة بالمياه كإجراء احترازي لحماية مرتاديها إضافة إلى مناشدتهم المستمرة بعدم خروج المواطنين والمقيمين من منازلهم خلال تلك الفترة إلا للضرورة مما ساهم ذلك في تقليل الخسائر والتسهيل على رجال الأمن إجراء عملهم على أكمل وجه.
نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح نجح في ادارة الأزمة خلال تواجده المستمر في غرفة الطوارئ المشتركة لإدارة الأزمات إضافة إلى نزوله للميدان للاطمئنان على سلامة المواطنين والمقيمين.
للخبرة دور في إدارات الأزمات وخبرة الجراح ساهمت في نجاح عمل الخطة التي تم تطبيقها خلال تلك الفترة وهذا العمل يحتاج منا كأصحاب قلم ورأي أن نشيد بتميز هذا الرجل والاستفادة منه ومن إمكانياته لتسخيرها لخدمة البلاد.
أتمنى من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك أن يتم إسناد إدارة الأزمات في البلاد والتدخل السريع بعد هذه الأزمة إلى الجراح الذي استطاع بكل تميز اداراتها لأننا بالفعل محتاجين إلى فريق فعال من أصحاب رؤية وخبرة يتعامل مع الأزمات أمثال هذا الوزير النشط كثر الله من أمثاله لخدمة وطنهم.
كذلك سطر رجال الجيش والقوات المسلحة معنى الفزعة بنزولهم إلى أرض الميدان ومساعدة أهل الكويت وتسخير جميع إمكانياتهم لخدمة وطنهم دون كلل أو ملل معرضين أرواحهم للخطر من أجل فتح المناهيل والطرقات الغارقة في مياه الأمطار والوضع كذلك بالنسبة لرجال الحرس الوطني الذين نرفع لهم العقال على جهودهم الجبارة في نجاحهم بتطبيق خططهم على أرض الواقع من خلال توزيع الآليات ومكائن سحب المياه على مختلف الأماكن المتضررة وتحت إشراف أبناء الوطن بمختلف رتبهم التي لم تمنعهم من النزول إلى الميدان ومد يد العون للجميع.
تدخل الحرس الوطني إلى جانب الجهات الأخرى أعطى معنى كبيرا للجميع بأن وقت الأزمات الجميع في خدمة الكويت، بارك الله فيكم وبجهودكم.
كذلك الدور الكبير الذي لعبه رجال الإطفاء والذي نتمنى من الحكومة ممثلة بسمو رئيس مجلس الوزراء دعم هؤلاء الرجال بإقرار المزيد من الحوافز والمميزات المالية نظير عملهم الجبار الذي يقومون به صيفا وشتاء وفي كل الأزمات.
الشكر موصول كذلك إلى وزارة الصحة وإدارة الطوارئ الطبية والأطباء الفننيين من مواطنين ومقيمين في هذا الحقل الذين سخروا جميع إمكانياتهم وسهروا على مدار الساعة من أجل تقديم الخدمات الطبية لمن يحتاجها من المرضى بارك الله فيكم.
والشكر أيضا للعاملين في وزارة الإعلام والبلدية والكهرباء والأشغال نظير عملهم طوال الأزمة الذين اثبتوا لنا وللجميع أهمية العنصر الكويتي وتميزه في عمله.
أخيرا وبعد انتهاء أزمة السيول والأمطار على خير المطلوب حاليا من وزير الأشغال م.حسام الرومي قبل قبول استقالته فتح ملفات المشاريع والتأكد من سلامتها ومحاسبة من أوصل شوارعنا الى هذا الوضع رغم أن معظم المشاريع جديدة لم تمض عليها فترة منذ تنفيذها.
يجب على معاليك بعد كارثة الأمطار إلزام الشركات التي تقع تحت كفالتها تلك الطرق المتضررة إصلاحها وإعادة صيانتها بقوة القانون ومحاسبتها واحالتها لجهات الاختصاص ان ثبت تلاعبها في المواصفات والمعايير لهذه الطرق.
كما يجب محاسبة بعض المشرفين في وزارة الأشغال وهيئة الطرق الذين تابعوا بعض المشاريع الفاشلة التي لم تصمد أمام أول اختبار وغرقت، كيف قبلوا بتسليمها الى الوزارة بهذا الوضع المزري.
وعودة لقضية الحصى المتطاير رغم تحذيرنا المتكرر للمسؤولين بدأت دائرته تتوسع يوما بعد يوم حتى شملت جميع الطرق الداخلية والرئيسية في مختلف المناطق.
يجب البحث والتحقيق في المكونات الخاصة التي تم تخصيص لها ملايين الدنانير من الميزانية لسكبها على الشوارع لتثبيت الحصى ومنعه من التطاير ما تسمى بالخلطة السحرية ومحاسبة المقاولين عن هذه الكارثة وإلزامهم بإعادة سفلتة الطرق.
دعوة خاصة لنواب الأمة وخاصة أعضاء لجنة المرافق انزلوا إلى أرض الميدان وشاهدوا معاناة الناس وتضرر مركباتهم من هذه الطرق المتهالكة التي تحول بعضها إلى طرق ترابية، لأن للكويت وأهلها حقا عليكم في محاسبة أي طرف أغرق شوارعنا.
اللهم احفظ الكويت وأهلها والمقيمين على أرضها من كل مكروه.
[email protected]