لا شك أن نجاح أي مؤسسة مرهون بشكل كبير على قدرة قياداتها على استشراف آفاق المستقبل والسعي للتطوير، والعمل بكل إخلاص لما فيه مصلحة الكويت وأهلها والمقيمين على أرضها الطيبة.
وكثيراً ما طالب السياسيون والناشطون والكتّاب بضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب لنجني ما نطمح إليه من إنجاز وتطوير في مختلف المؤسسات، وهو ما يسهم في تنفيذ توجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتسريع عجلة التطوير سعيا لتحول الكويت إلى مركز تجاري وإقليمي ومالي عالمي.
أحد فرسان الإنجاز والتطوير في الآونة الأخيرة مدير عام الجمارك المستشار جمال الجلاوي، حيث إن الجمارك واحدة من أهم المؤسسات الحيوية التي تعنى بأمن الكويت ضد أي خروقات أو ممنوعات التي قد تدمر شبابنا، سواء من المواد المخدرة أو الأغذية الفاسدة أو البضائع التالفة والمهربة وغيرها من الأمور الحيوية.
ومنذ تعيينه مديرا عاما للجمارك، حقق المستشار الجلاوي إنجازات غير مسبوقة في تاريخ هذه المؤسسة، فقد تم تركيب أحدث أجهزة التفتيش الإشعاعي في مختلف المنافذ مرورا بزيادة الإيرادات إلى 331.7 مليون دينار للعام 2017 /2018، والإعلان رسميا عن سعي المؤسسة لزيادة إيراداتها بنسبة 141% لتصل إلى 800 مليون دينار بحلول العام 2030 وكل ذلك دون رفع الرسوم الجمركية.
وعلى يد الجلاوي، حققت مؤسسة الجمارك سلسلة كبيرة من الانتصارات في سعيها للقضاء على تجار المخدرات، وهو ما يتجلى واضحا في الضبطيات المتتالية لتجار السموم في مختلف المنافذ، تأكيدا لكفاءة وصحوة رجال الجمارك وتفانيهم في العمل مع التحفيز الذي يلمسونه باستمرار من قيادة المؤسسة، كما تفتيش اكثر من 125 حاوية في النصف الأول من العام الحالي من خلال ميناء الشويخ فقط، فيما تنقلت 2.6 مليون شاحنة عبر مختلف المنافذ البحرية خلال الفترة نفسها، وهي إحصاءات رسمية تؤكد تطور إنجاز مؤسسة الجمارك بشكل غير مسبوق.
ومن عوامل التطوير في مختلف المنافذ تفعيل التحصيل الإلكتروني، وهو ما ساهم في تسريع وتيرة العمل وزيادة الإيرادات وتقليل النفقات.
بالطبع، كل هذه الإنجازات تعكس الرؤية المستقبلية والقيادة الواعية من المستشار جمال الجلاوي، وهو ما يحتم علينا أن ندعم مثل هذه الكفاءات، بل ونتمنى أن نجد أمثاله في مختلف الإدارات والمؤسسات، فتطور الكويت هو الهدف الأسمى الذي ننشده جميعا، ولن يتحقق ذلك إلا برجال أكفاء يعملون جاهدين على تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بنظرة شمولية وسياسة حكيمة ورؤى سديدة.
ولكن بعد كل هذه الإنجازات، قام أحد النواب الأفاضل بانتقاد المستشار الجلاوي بسبب تعيين بعض المناصب الإشرافية في الجمارك، وإذا كان الانتقاد حقا أصيلا بل ومهمة النائب وحق عليه، إلا أننا يجب أن نعطي كل ذي حق حقه، فمن تم تعيينهم هم شخصيات على درجة عالية من الكفاءة وهم من تدرج في العمل بالجمارك وليسوا دخلاء عليها، والاهم من ذلك أن تلك التعيينات جاءت وفق صريح القانون وتعليمات ديوان الخدمة المدنية، فقد نص تعميم الديوان رقم 30 لسنة 2009 على أنه: بالإشارة إلى تعميم الديوان رقم 56 لسنة 2007 الخاص ببعض الاستثناءات التي قررها مجلس الخدمة المدنية من قراره رقم 25 لسنة 2006 بشأن شروط شغل الوظائف الإشرافية، ولما كان البند ثانيا من هذا التعميم قد عالج حالات خلو الجهة الحكومية من موظف تتوافر فيه شروط شغل الوظائف الإشرافية الشاغرة، وحيث إن الإعلان الذي اشترطه هذا البند لأعمال الاستثناء الوارد به إنما هو وسيلة لإثبات حقيقة خلو الجهة ممن تتوافر فيه الشروط التي تضمنها قرار مجلس الخدمة المدنية رقم 25 لسنة 2006 المشار إليه، ومن ثم فإذا ثبت لدى الجهة منذ البداية انه يوجد أصلا من تتوافر فيه الشروط، فإنه لا محل ولا مبرر لإجراء الإعلان أو التعميم الداخلي.
وبناء على ما تقدم، فإنه يتعين على الجهة الحكومية اتباع ما يلي:
1 ـ القيام من حيث المبدأ بدراسة الأوضاع الوظيفية للموظفين على مستوى الجهة ومطابقتها مع شروط شغل الوظيفة الإشرافية الشاغرة، خصوصا فيما يتعلق بنوعية الخبرة التي يتعين ان تكون في مجال الوظيفة.
2 ـ فإذا ثبت خلو الجهة ممن تتوافر فيه شروط شغل الوظيفة الإشرافية أو إن كل المستوفين لا يرغبون في شغل الوظيفة وتقديمهم إقرارا بذلك، فإنه يتم إصدار الإعلان أو التعميم، فإذا لم يتقدم احد فإن ذلك يعني ثبوت حقيقة خلو الجهة ممن تتوافر فيه الشروط ويحق للجهة ندب من تراه من غير المستوفين لشغل الوظيفة الشاغرة، بحيث يكون الاستثناء قاصرا فقط على شرط المدة اللازمة لشغل الوظيفة الإشرافية.
وطالب التعميم الوزارات والإدارات الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة التي تطبق قانون ونظام الخدمة المدنية بالتقيد بما ورد بهذا التعميم.
٭ وهنا يحق لنا أن نتساءل: ما الهدف من انتقاد شخص يحقق منذ اليوم الأول لتوليه مهمته إنجازات واعدة لوطنه ويعمل بجد وإخلاص لتطوير الجمارك لتواكب احدث التطورات العالمية في طريقة عملها؟ ألا يستحق الجلاوي وغيره من المخلصين والمبدعين أن ندعمهم ونشجعهم بدلا من إحباطهم؟!
[email protected]