تحدثنا في مقالات سابقة عن الوضع الصحي ومعاناة الناس التي لم تنجح وزارة الصحة في معالجتها، فرغم حلولها الترقيعية والتوسعات المستمرة وقفت عاجزة عن مواجهة الازدحام الذي تعاني منه مرافقها دون تقديم الحلول.
الوزارة قبل فترة من الزمن تسارع عقارب الساعة من أجل افتتاح مستشفى جابر وكذلك مدينة الجهراء الطبية بهدف تطوير الخدمات الصحية المقدمة للمراجعين.
بداية سأتحدث عن مدينة الجهراء الطبية التي تم تصميمها على أحدث طراز تحت إشراف مباشر من قبل الديوان الأميري الذي استطاع مشكورا وخلال فترة زمنية قصيرة الانتهاء من تشييدها وتسليمها لوزارة الصحة بهدف خدمة أهالي محافظة الجهراء والتسهيل عليهم في تلقي الخدمات الصحية.
عقب أيام من الافتتاح أعلنت الصحة في شهر يوليو تحديدا عن موعد العمل الرسمي للمدينة ودخولها الخدمة في الأول من فبراير الماضي بعد تجهيزه بالطاقم الطبي والأجهزة، إضافة إلى أمور أخرى متعلقة بالعمل، استبشر الناس خيرا في حل معاناتهم، لكن سرعان ما تبخرت تلك الوعود، وانتهى الموعد المحدد دون افتتاح حتى يومنا هذا.
الكل يعلم أنه قبل إنجاز أي مشروع تكون هناك خطة موضوعة بتقدير الاحتياج والجاهزية له، ولكن الملاحظ لنا بعد تأخر وتأجيل عمل مستشفى الجهراء الجديد أن الوزارة تعمل من غير رؤية وخطط مدروسة وإنما كما يرى البعض تعمل من أجل حصد عدد اكبر من الافتتاحات تسجل في عهد هذا أو ذاك الوزير!
وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح.. هل تعلم أن مستشفى الجهراء الحالي يخدم أكثر من 600 ألف نسمة بمختلف أقسامه؟
هل تعلم أيضا أن قوائم انتظار المواعيد للعيادات التخصصية طويلة وكذلك الحال بالنسبة للأشعة التشخيصية والعمليات، إضافة إلى غرف الملاحظة التي لم تعد تغطي احتياج المراجعين، وكذلك الحال بالنسبة لأجنحة المستشفى التي أصبح بعضها يضم 8 أسرة في الغرفة الواحدة، وهذا ما يشكل خطرا على صحة المريض بسرعة انتقال الأمراض والفيروسات في ظل توافر وتجهيز صرح طبي مؤجل عمله لأسباب نجهلها ولا نعرفها تارة يتم ربطها بنقص الكوادر وتارة أخرى تعود إلى التفكير في تسليمه إلى إدارة أجنبية، متناسين بذلك معاناة المريض الذي يبحث عن السرير لتلقي العلاج؟
أدعو وزير الصحة لأن يقوم بجولة مفاجئة لمستشفى الجهراء حتى يشاهد بعينيه حجم المعاناة في تكدس المرضى في أجنحة لا يدخلها تيار الهواء، وكذلك حال المرضى بالمئات الذين ينتظرون دورهم في قسم الطوارئ بالمستشفى لتلقي العلاج في عيادات متواضعة مقابل تلك الأعداد الكبيرة.
نتمنى من الوزير التحدث بكل شفافية وإقناعنا بالسبب الحقيقي وراء تأخير تشغيل مستشفى الجهراء الجديد، حيث انك المسؤول الأول والأخير أمام الشعب عن أي تقصير يحدث في قطاعات الوزارة.
أخيرا تستضيف الكويت المؤتمر الأول لمجلس الصحة لدول مجلس التعاون وبحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، أتمنى من وزير الصحة د.باسل الصباح أن يتبنى معاملة المواطن الخليجي الزائر في أي دولة من دول المجلس معاملة المواطن في تلقي العلاج أسوة بما هو معمول به في الكويت، فما زالت بعض دول الخليج تحصل من الزائر الخليجي رسوما نظير تلقي العلاج خلافا لما هو متفق عليه في منظومة التعاون وتعميم توجه الكويت على البقية، ومنا إلى وزراء الصحة الخليجيين.
[email protected]