تشهد منطقة الخليج حالة من عدم الاستقرار بسبب الأوضاع السياسية بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإيرانية التي تتطلب منا في الخليج عامة والكويت خصوصا اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر نظير تلك الأحداث.
مجلس الأمة دعا إلى جلسة خاصة وسرية لمناقشة الأوضاع والاطلاع عن قرب على استعدادات الحكومة حيال تلك الأوضاع التي تتطلب تضافر وتكاتف الجميع.
الحشود التي نشاهدها ونسمع بها عبر وسائل الإعلام تلمح بنشوب حرب في المنطقة الأمر الذي أدى إلى زيادة في حدة التصاريح بين الطرفين وتوتر الوضع بالمنطقة.
يجب علينا في الكويت أخذ الأحداث على محمل الجد وأن نعيد خطط الطوارئ من جديد في مختلف الجهات الحكومية وزيادة الانتشار الأمني وكذلك رجال الحرس الوطني على المرافق الحيوية والمهمة استعدادا لأي حدث يحصل بالمنطقة.
الناس أصبحت في حيرة من أمرها وتريد من الحكومة أو من الناطق باسمها أن يعلن بصفة رسمية عن استعدادات الحكومة في حال نشوب حرب في المنطقة والإجراءات التي ستتخذها الحكومة، علما بأننا أقرب الدول لموقع الحدث. الحكومة خلال جلسة مجلس الوزراء يجب أن تطمئن المواطنين والمقيمين حول استعداداتها من خلال أجهزة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي واستعراض الجاهزية في حال حدوث أي أزمة لا سمح الله.
نعلم جيدا أن الوضع والاستعدادات العسكرية يغلب عليها الطابع السري ونحن نؤيد سريتها، ولكن يجب أن تكون الجاهزية معلنة للوزارات الأخرى مثل الصحة والكهرباء والماء والتجارة والإطفاء والدفاع المدني في بث البرامج التوعوية في حال تسرب إشعاعات أو غازات.
بداية وزارة الصحة يجب عليها التأكد من الجاهزية وان تعلن عن استعدادات المستشفيات والمراكز الصحية والطوارئ الطبية بالطواقم الطبية والفنية والإدارية لأي طارئ برسائل تطمينية، وكذلك مخزون الأدوية تفاديا لأي نقص يحصل.
كذلك الحال بالنسبة لوزارة التجارة يجب أن تطمئن المواطنين والمقيمين بجاهزيتها وفق إحصائيات تضمن توافر المواد التموينية وكذلك المواد الغذائية الموجودة بالأسواق والمخازن لسد الاحتياجات والإعلان عن الفترة التي يغطيها المخزون.
أما بخصوص وزارة الكهرباء والماء فيجب عليها استعراض خططها وجاهزيتها في توافر المياه في حال حدوث أي أزمة عسكرية بالمنطقة والتأكد من ان المخزون يكفي لسد احتياج السكان والعمل على برامج التوعية الخاصة بالأزمات وطرق استهلاك الماء بالشكل الصحيح.
كذلك المطلوب من الدفاع المدني احياء خطط الإخلاء والتأكد من جاهزية مراكز الإيواء وكذلك عمل تجارب للإخلاء للتأكد من الجاهزية بالتعاون مع المحافظين في مختلف المحافظات والعمل على توعية الأهالي بذلك.
أخيرا يجب اطلاع الشارع على كل ما هو جديد من أحداث وتطورات لأن وتيرة التصعيد واضحة والجاهزية والاستعدادات مطلوبة لحماية أمن واستقرار بلدنا.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وشعبها والمقيمين على أرضها من كل مكروه.
[email protected]