وزارة الصحة حتى الآن تفتتح مستشفيات دون خطة أو رؤية لعملها، وخير شاهد افتتاحاتها الأخيرة التي تعطل تشغيلها الفعلي إلى إشعار آخر، ومثال ذلك مستشفى الجهراء الجديد الذي اقتصر عمله فقط على افتتاح المبنى قبل تسعة أشهر دون تشغيل، وأصبح مصيره مصير مستشفى جابر الذي طال تشغيله منذ سنوات حتى استقر به الأمر بعمل بعض التخصصات بطريقة ترقيعية عن طريق الاستعانة ببعض الأطباء والممرضين والكوادر الفنية الأخرى من مختلف المناطق الصحية رغم النقص الكبير الذي تعاني منه المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية.
وزارة الصحة لم تأخذ درسا من تعثر افتتاح مستشفى جابر الذي كان دون رؤية، ورغم ذلك أخطأت مرة أخرى بافتتاح مستشفى الجهراء وأصبحت في موقف لا تحسد عليه.
موعد التشغيل الرسمي الذي سبق وأُعلن عنه في الربع الأول من السنة الحالية كما ذكره المسؤولون ذهب أدراج الرياح، وأصبح هذا الصرح المعماري معلما للمشاهدة من حيث تصميمه الرائع الذي يحتوي على 4 أبراج ولكن دون عمل يذكر.
سبق وأن خاطبنا وزارة الصحة في مقالات سابقة وطلبنا من المسؤولين الإعلان بكل شفافية عن السبب الحقيقي وراء تأخير تشغيل مستشفى الجهراء وحذرنا وقتها من ألا يكون مصيره مصير مستشفى جابر الذي ظل معلقا لفترة طويلة حتى جاء الفرج وتم تشغيله بمستوى متواضع.
الكل يعلم أنه قبل تنفيذ أي مشروع تكون هناك خطة تشغيل جاهزة من حيث الكوادر والأيدي العاملة والتجهيزات الطبية الأخرى، وفق جدول زمني معمول به، لكن الملاحظ أن وزارة الصحة خططها تسير على البركة وخير شاهد افتتاحاتها الأخيرة!
محافظة الجهراء تئن من أزمة في الأسرّة، وكذلك من مواعيد الانتظار لمختلف العيادات، وكذلك الحال للأشعة التي يصل بعض مواعيدها إلى ثلاثة أشهر بسبب الضغط على الخدمة، إضافة إلى نقص الكراسي المتحركة التي تحتاج إلى واسطة حتى يتم توفيرها لمراجعي العيادات الخارجية، ورغم جاهزية المستشفى الجديد مازالت الوزارة في موقف المتفرج وملتزمة الصمت بشأن الافتتاح الرسمي للمستشفى، فتارة يقولون سيتم تسليمه إلى شركة أجنبية، وتارة أخرى يقولون سيتم نقل جميع الموظفين من المبنى القديم الى الجديد، وهناك معلومات تقول إن السبب يعود إلى نقص الأطباء والتمريض، وهناك أخبار تقول إنه تداركا لتأخير الافتتاح سيتم فقط تشغيل عيادات النساء والولادة في نهاية الشهر، وأخيرا قالوا إنه لم يتم تسلم المستشفى رسميا، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تفتح وزارة الصحة المبنى إذا لم تتسلمه رسميا؟! بانتظار إجابة المسؤولين في الوزارة وعلى رأسهم وزير الصحة.
يجب على وزارة الصحة أن تخرج عن صمتها وتعلن بكل شفافية عن الأسباب الحقيقية في تأخير التشغيل الفعلي، وندعو وزير الصحة للإعلان عن الأسباب الحقيقية لتوقف عجلة التشغيل وتحديد الموعد الرسمي للافتتاح، لأن الوضع الحالي لا يحتمل امتلاء الأجنحة بالمرضى والعيادات طوابير والمواعيد حدث ولا حرج.
كما ندعو نواب الدائرة الرابعة لبذل المزيد من الجهود لإنصاف أهالي الجهراء، فالمستشفى يخدم أساسا أهالي المنطقة الذين اختاروكم من أجل حل مشاكلهم وعلى رأسها الخدمات الصحية التي تصدح بها أغلب برامجكم الانتخابية قبل الوصول الى كرسي البرلمان.. ومنا إلى النواب العشرة تحركوا وعالجوا الوضع قبل أن تتم محاسبتكم من قبل الناخبين في قادم الأيام.
[email protected]