بعد إعلان الحكومة عن حزمة قرارات اتخذتها في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء، وكان من أبرزها عطلة لكل الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص مدة اسبوعين، ووقف الرحلات الجوية التجارية حتى إشعار آخر، منع التواجد في صالات المطاعم في المجمعات التجارية.
الإجراءات الحكومية التي تم اتخاذها جاءت من باب الوقاية والحد من انتشار هذا الوباء حماية للمجتمع الكويتي من شر هذا الفيروس، وتعطيل الجهات جاء حماية للموظفين وإبعادهم عن المخالطة بسبب طبيعة أعمالهم. هذا الاجراء الوقائي سيحد بلا شك من انتشار الفيروس والسيطرة عليه، وهذا يتطلب من الجميع التعاون والالتزام بالتعليمات الوقائية الصادرة من الجهات المختصة حفاظا على سلامة الجميع.
لن نتحدث اليوم عن تخبط وإخفاقات أوصلتنا الى هذا الحال، وإنما نتحدث بكل تجرد ومهنية، ونطلب من اهلنا مواطنين ومقيمين ان يلتزموا بالتعليمات والبقاء في منازلهم خلال هذه الفترة والابتعاد عن الاماكن التي تشهد تجمعات ومساعدة الدولة في اجراءتها حتى نعبر بخير من هذه الازمة إلى بر الامان.
شاهدنا هلع الناس بعد اعلان الاجازة وتهافتهم على الاسواق المركزية لشراء المواد الغذائية بشكل يفوق الاحتياج، وكأننا في حالة حرب أو حظر تجول حيث الشوارع المؤدية للجمعيات التعاونية شهدت ازحاما وتعطلا في الحركة المرورية وحالة من الفوضى.
وزارة التجاره بعد أن شهدت حالة الهلع التي اصابت البعض طمأنت عبر وزيرها النشط خالد الروضان برسائل متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي يدعو من خلالها الجميع الى عدم الهلع والخوف من نقص الغذاء، مؤكدا ان المخزون الاستراتيجي للغذاء متين ويكفي لشهور طويلة، كذلك خطوط الاستيراد مفتوحة ومستمرة لهذه السلع، اضافة الى ذلك تم التعميم على زيادة الطاقة الانتاجية لشركة المطاحن لسد احتياج الاهالي من خلال عمل يستمر على مدى 24 ساعة، كما أن هناك فرق عمل موجودة في اتحاد الجمعيات مهمتها سد أي نقص يحصل في تلك الجمعيات نتيجة زيادة الطلب على أي سلعة، كذلك بشر الجميع بأنه تم تشغيل أفرع التموين خلال العطلة وزيادة ساعات عملها التي تبدأ من الساعة الثامنة صباحا وتستمر حتى العاشرة مساء خدمة للاهالي.
المطلوب الآن من وزارة التجارة مشكورة وبعد هذه المشاهد المحزنة ان تكلف فرق التفتيش التابعة لها في مختلف المحافظات بمراقبة الاسعار في الاسواق والجمعيات التعاونية للتأكد من التزامها ومقارنة أسعارها السابقة قبل ايام بالاسعار الحالية ومحاسبة أي تاجر أو سوق يسعى الى استغلال الوضع ويتلاعب بالاسعار.
وزارة الشؤون كذلك بعثت برسائل تطمين للمساهمين بالجمعيات عبر مجالس اداراتها بأن الوضع طبيعي والعمل في الجمعيات التعاونية الرئيسية مستمر على مدار الساعة في كل محافظة كما ان السلع متوافرة بكل انواعها.
لذلك نقول بعد هذه الرسائل التطمينية للجـــميع: اطمـئنوا فالكويت بخير ولدينا ما يكفينا من مخزون غذاء ودواء وماء يكفينا ويسد حاجتنا لمدة طويلة ولا داعي لهذا الخوف والهلع .
كل شي ولله الحمد متوافر، والأمن الغذائي بخير، والاسعار تحت المراقبة، والاسواق لن ينقصها أي سلع يحتاجها الناس.
وضعنا آمن.. اطمئنوا وتوكلوا على الله وهو خير الحافظين.
أخيرا، نتضرع إلى الله عز وجل أن يرفع هذا الوباء عنا ويكفينا شره ويحمي الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]