حددت السلطات الصحية في الأيام الماضية خمس مراحل من أجل عودة الحياة من جديد بشكل تدريجي بعد تعطل استمر عدة أشهر نظرا للأوضاع الصحية التي تمر بها البلاد بسبب جائحة كورونا.
المراحل التي أعلنت عنها الحكومة تم تنفيذها منذ بداية الشهر الجاري وتنتهي في منتصف سبتمبر المقبل بواقع 3 أسابيع لكل مرحلة من المراحل الخمس.
المرحلة الأولى بدأت قبل أيام بتخفيف إجراءات الحظر واشتملت على إعادة فتح المساجد، واستئناف عمل الأنشطة صناعية، وتوصيل الطلبات للمنازل، إضافة إلى إعادة تشغيل عمل المطعام والمقاهي بنظام الطلب من خلال خدمة السيارات.
هذه المرحلة مسؤوليتها انتقلت بشكل غير مباشر من الحكومة إلى عاتق المواطن والمقيم، مسؤولية تفرض عليهم الالتزام بالاشتراطات الواجب اتباعها عند الخروج من المنازل خلال هذه المرحلة، كما وضعت شروطا للمصلين في هذه الفترة الحرجة تفاديا لانتقال العدوى تتمثل في اتخاذ الاحتياطات الوقائية واتباع اشتراطات التباعد الاجتماعي خلال أداء الفروض.
الحكومة شعرت بالارتياح من هذه المرحلة ولمست تجاوبا وتحملا للمسؤولية من قبل الجميع في مد يد التعاون بالالتزام بالشروط الواجبة الإجبارية لتفادي الإصابة بهذا الفيروس الذي شل الحياة بجميع نواحيها الاجتماعية والاقتصادية.
بعد أيام قليلة سندخل في المرحلة الثانية للعودة التي تتطلب الحرص الشديد، حيث سيتم خلالها أيضا تخفيف إجراءات الحظر وإعادة العمل في الجهات الحكومة والخاصة بواقع 30%من إجمالي الموظفين، وكذلك ستتم إعادة تشغيل المجمعات التجارية وفتح الحدائق والمنتزهات ومحلات التجزئة واقتصار عمل المطاعم والمقاهي أيضا في هذه المرحلة على تسلم الطلبات من داخل المحل.
المرحلة الثانية بوجهة نظري من أصعب المراحل وهي تحتاج من الجميع اتخاذ الحيطة والحذر، كما يتطلب من الجهات الحكومية من اليوم أن تعلن عن آلية استقبالها للمراجعين وكيفية إنجاز معاملاتهم، وكذلك الحال بالنسبة للمجمعات التجارية يجب أن تجد آلية تنظم عملية الدخول لها أسوة بما هو معمول به بالأسواق حيث نظام الحجز المسبق للحد من التجمعات والتي تعتبر السبب الرئيسي وراء انتقال العدوى، وكذلك الحال للمطاعم والمقاهي يجب عليها تحديد عدد دخول الزبائن لها مع الأخذ في الاعتبار اتباع الجميع بالتباعد الاجتماعي والاشتراطات الصحية، وكذلك المنتزهات والحدائق يجب الإعلان عن آلية استقبالها للزوار التي يجب أن تكون بالحجز المسبق للحفاظ على صحة الناس.
الأيام المقبلة بمنزلة الاختبار الحقيقي لنا جميعا سنعيش المناعة المجتمعية التي تفرض علينا المخالطة الإجبارية، فالدوائر الحكومية استأنفت أعمالها وكذلك الحال للمجمعات التجارية شرعت أبوابها للزوار، لذلك واجب على كل مواطن ومقيم ان يلتزم بالإجراءات وعدم الخروج إلا للضرورة سواء للعمل أو التسوق، والابتعاد عن التجمعات مع الالتزام الدائم بارتداء الكمام والقفازات أثناء العمل أو التسوق، والالتزام بالتباعد الاجتماعي وعدم المصافحة خلال هذه الفترة حفاظا على صحة وسلامة الآخرين.
المطلوب من الجميع الالتزام وعدم التساهل في الإجراءات لأن عبورنا من هذه المرحلة بسلام دون ارتفاع في أعداد الإصابات سيجعلنا نتجاوز بإذن الله بقية المراحل، فالمسؤولية مشتركة والواجب علينا مواطنين ومقيمين تنفيذ التعليمات واتباعها كما هي معتمدة حتى نعبر الى بر الأمان ونحن بصحة وعافية والله خير الحافظين.
[email protected]