بعد حظر وإغلاق استمر أكثر من 140 يوما، عادت الحياة بشكل تدريجي تدب في أنحاء مناطق الكويت عقب جائحة «كورونا» التي شمل ضررها جميع دول العالم.
الحياة عادت ولكن يقابل العودة الحذر والالتزام في اتباع الاجراءات الصحية في التباعد الاجتماعي والالتزام في ارتداء الكمام واستخدام وسائل الوقاية الشخصية خلال التواجد خارج المنزل.
والمسؤولية الآن انتقلت الى المجتمع، حيث أصبح كل فرد مسؤولا عن حماية نفسه ذاتيا من هذا الفيروس، وبات من الضروري الحرص على تطبيق الاجراءات الصحية واتباعها بالشكل المطلوب والتقيد بتنفيذ التوصيات الصحية.
نعلم جيدا أن أعداد الاصابة مازالت تشهد ارتفاعا ملحوظا، وهذا الأمر لا يدعو للقلق لأنه كلما كانت عدد المسحات والفحوصات أكثر اصبح عدد الإصابات أكبر، ولعل ما يطمئننا هو استقرار الاعداد وانخفاضها في أقسام العناية المركزة.
والمرحلة الحالية تتطلب منا جميعا الحذر والالتزام بالإرشادات حتى نعبر الى بر الأمان مع التشديد في تطبيق المخالفات بحق كل مخالف وغير ملتزم.
باقات شكر وعرفان نقدمها بعد عودة الحياة الى أشخاص قدموا خدمات لا تنسى خلال هذه الجائحة ومازالوا مستمرين في العطاء وهم رجال الأمن من قياديين وضباط وأفراد الذين أبلوا بلاء حسنا بجهودهم وبصماتهم التي كانت واضحة منذ اليوم الأول للحظر حتى تم إلغاؤه بصورة نهائية، تحملوا تقلبات حالة الطقس بحرارته ورطوبته وابتعدوا عن أسرهم طوال تلك الفترة من اجل خدمة الكويت والمحافظة على سلامة شعبها والمقيمين على أرضها، فلكم منا كل الشكر والتقدير.
والشكر موصول الى العاملين في وزارة الصحة من أطباء وممرضين وإداريين وفنيين وللطوارئ الطبية ومشرفي الاغذية ولعمال الخدمة، فعملكم يشهد لكم ونرفع لكم القبعة على هذا العمل الجبار الذي قمتم به ليس بدافع أو ايعاز من أحد وإنما هو نابع من الشعور بروح المسؤولية المهنية في المحافظة على حياة الناس.
كذلك هناك جهود كبيرة لجهات حكومية اخرى تواجدت وكانت لها بصماتها الواضحة خلال الفترة الماضية وتحديدا في العزل المناطقي من رجال الجيش والحرس الوطني فلهم منا كل التقدير، كذلك هناك جهود مشكورة لا ننساها قامت بها بعثاتنا الديبلوماسية في الخارجية، وكذلك العسكرية خلال عمليات إجلاء المواطنين من الخارج.
وهناك جهات بذلت جهودا خلال الأزمة ومازالت مستمرة لا يمكن إنكارها أو تخطيها منهم موظفو البلدية الذين عملوا منذ أول الأزمة وحتى اليوم في عمليات تنظيم الدخول للجمعيات ومراقبة مدى الالتزام بالتقيد بالاشتراطات الصحية إضافة الى متابعة المحلات ومراقبتها والقيام بأعمال يشكرون عليها من المدير العام الى اصغر موظف.
الشكر موصول لرجال الإطفاء والتجارة والنفط والمتطوعين وموظفي الجمعيات وآخرين الذين لم يقصروا في هذه المحنة، وأثبتوا بالفعل أن الكويت ما لها إلا عيالها، ولا ننسى كذلك بعض رجال الأعمال الذين لم يبخلوا بأموالهم في دعم الدولة لمواجهة الجائحة إضافة الى آخرين قدموا عقاراتهم واستثماراتهم بالمجان لخدمة ومساندة وزارة الصحة.
وبعد الشكر المتواصل لهذه الجهات، وجب الآن على مجلس الوزراء الإيعاز للوزراء بالاستعجال في صرف مكافأة العاملين بالخطوط الاولى بأسرع وقت ممكن لأن الأسماء جاهزة وأن العاملين في الأزمة معروفون، فلماذا هذا التأخير حتى الآن؟
مكرمة صاحب السمو الأمير جاءت نظير جهود هؤلاء الموظفين وتفانيهم في أعمالهم.
نتمنى من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد أن يعلن عن تحديد تاريخ صرف المكافأة التي ينتظرها الجميع كدافع وتشجيع لهم.
وأخيرا ننتظر تدخل أبو خالد لحسم الأمور وزف البشرى لأبنائه في الاجتماع المقبل لمجلس الوزراء بتحديد موعد الصرف.
[email protected]