بعد جلسة التصويت على عدم التعاون التي عبر جسرها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بصعوبة وبفارق 3 أصوات، وهذا أمر يعكس مؤشرات صعبة ستواجهها الحكومة في الفترة القادمة، وخاصة مع وجود العواصف السياسية المستمرة من جانب نواب المعارضة، وعلى الحكومة أن تبدأ بالتعاون مع النواب وتبتعد عن التأزيم الذي بدأت فيه وأشعلته في الأيام الماضية وأن تطوي هذه الصفحة وتحترم جميع الآراء المعارضة والمؤيدة كما كفل ذلك الدستور والعادات التي جبل عليها الجميع.
تزامنا مع يوم جلسة التصويت على كتاب عدم التعاون، انفردت جريدة «الحقيقة» الإلكترونية بنشر خبر إغلاق قناة مباشر التي تعود ملكيتها للشيخ فهد سالم العلي، وسبب هذا الإغلاق عدم وجود ترخيص لها، إلا أن مدير القناة د.زهير العباد أوضح أن القناة مرخصة واستعرض ترخيصها وجميع الكتب الدالة على ذلك، ولكن اتضح الأمر كما تداوله البعض أن سبب الإغلاق هو انزعاج الحكومة من هذه القناة، والسبب الرئيسي هو ما قامت به القناة بنقلها تجمع السور الخامس الذي أقيم في ساحة الصفاة التي تواجد فيها نواب مجلس الأمة والقوى السياسية والطلابية، والأمر الذي يجب أن نضع علامة استفهام عليه هو هل تريد الحكومة أن تضع سيطرتها على وسائل الإعلام بهذه الطريقة وتحجب الرأي الآخر المعارض لها، والسؤال الآخر الذي يتردد في ذهن الكثيرين أين دور الحكومة من الإعلام الآخر؟!
والأمر الأكثر استغرابا أن وزارة الإعلام قامت أيضا بتعميم غريب عجيب وهو منع التعاون مع المذيع راشد الهلفي مقدم برنامج الحقيقة الذي تبثه تلك القناة، وهذا أمر مجحف بحق هذا الإعلامي المتميز، ولا توجد عدالة أو مساواة بهذا الأمر، ويجب على وزير الإعلام النظر بأعلى مدى لهذا القرار البعيد عن العدالة والمساواة، وأن تتجنب الحكومة عواصف سياسية أخرى قادمة.
[email protected]