خالد جمال السويفان
إذا أردنا أن نتحدث عن المشاريع التنموية، فأبسط الأمور أن نتحدث عن الجزر الكويتية التي يمكن أن تكون معلما سياحيا خصبا لدى الحكومة، ولكن إهمالها أو لنقل عدم استغلالها استغلالا جيدا هو السبب الذي يجعل كثيرا من المواطنين لا يرغبون في قصدها للاستمتاع بما فيها من جمال، وعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى جزيرة فيلكا التي تبعد عن المدينة حوالي 30 كم، رغم أهميتها التاريخية أو ما يعرف بالسياحة الأثرية المهمة، ومع قربها من العاصمة، نجد أن الإهمال قد عمها، ولم تأخذ حقها من الاهتمام والرعاية من قبل الدولة.
كل الجزر مهملة والدليل أننا لا نرى على أرض الواقع أي مشروع حضاري يعزز السياحة الوطنية فيها، وكذلك الحدود الخالية من تلك المنشآت الحضارية، وإذا وضعنا بكل جزيرة مشروعا سياحيا وحضاريا فسنوفر تسعة منتجعات سياحية وترفيهية في البلاد، وستجد الأسرة الكويتية الأماكن المناسبة والقريبة الملائمة للسياحة بدلا من السفر إلى الخارج وتكبد الأموال الطائلة لبضعة أيام، ولننظر للجزر في بعض الدول التي تستغلها في السياحة والترفيه وكذلك يستغلونها لتكون مراكز تجارية أيضا، ولكن للأسف في الكويت أصبحت بعض الجزر مصدرا للخراب ومحتلة من فئة المفسدين لاعتبارهم أن الجزر ليست تحت سيطرة الدولة وعدم متابعتها من الجهات الأمنية.
إن تطوير الجزر أصبح ضرورة حتمية ذات بعد قومي، إضافة إلى أن الكويت تمتلك مقومات مالية ضخمة تستطيع بها تحويل تلك الجزر إلى أفضل أماكن سياحية في العالم وهي لا تحتاج إلا إلى بعض الأمور لتطويرها للأفضل، فكل ما هو مطلوب هو جسر يربط الجزر القريبة ببعضها، وأيضا بعض المشاريع السياحية والفندقية، كما يجب ألا ننسى إمكانية توفير طرق للنقل السياحي بطريقة متطورة وحضارية، كما يجب أن يتم توفير المستشفيات فيها لتقديم الرعاية الصحية لمرتاديها.
نطالب الحكومة بالنظر بعين الأهمية إلى تطوير تلك الجزر التي حبانا الله بها، وضرورة البدء الفوري في طرح المشاريع لتطويرها، والإسراع في استغلالها بالأسلوب الأمثل لجذب الشباب والأسر الكويتية للاستمتاع بمناظر الطبيعة الخلابة.
ولاشك أن تطويرها سيسهم في إحداث نقلة حضارية وسياحية في الكويت بما يغني الأسر والشباب عن السفر للدول المجاورة، التي ربما لا تمتلك جزءا من هذا الجمال غير المستغل إلى الآن، وعلى الحكومة ألا تنسى العامل الأساسي والأهم وهو العامل الأمني للجزر، بتوفير المخافر للمحافظة على السياح وكذلك المحافظة على مواجهة الظواهر السلبية فيها.
بعد الفاصل: نحيي رجال الأمن على ملاحقتهم وقبضهم على إحدى الخلايا النائمة المتهمة بالإرهاب، من فلول الفئة الضالة التي لا تريد الاستقرار والعيش الهنيء لهذا البلد، وهي شبكة إرهابية تضم ستة مواطنين هدفهم تفجير بعض المباني الأمنية للدولة وزعزعة الوضع الداخلي في البلاد، ونحن نقول لرجال الأمن: تحية حارة إليكم وعساكم على القوة لدوركم الحقيقي وراء ضرب الخلايا والشبكات الإرهابية التي تمس أمن واستقرار البلد.
«حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه»
[email protected]