kholoudalkhames@
امتلأت فضاءات وسائل الإعلام هذه الأيام بالوعود على هيئة برامج انتخابية، ولا نقد ولا ضير ولا بأس، ونأتي لتفاصيل الشيطان بـ «ولكن»: هل تلك الوعود واقعية، أي يمكن تنفيذها وقياسها ورقابة نتائجها؟ وكيف تشيطَن القواعد عندما تشوب اللاواقعية للوعود؟
ونحن في وسط موجات وباء «كوفيد-19»، ظهرت قضيتان متلازمتان هما تجارة الإقامات، وأطلق عليها الناس تجارة البشر لإيصال عمق غضبهم، وخلل التركيبة السكانية، وعندها تعرضت الوزارة في الكويت لضغط شعبي هائل حول تضخم أعداد الوافدين نسبة للمواطنين، ما اضطر رئيس الوزراء للتصريح بوعد، لامتصاص الحنق الشعبي، بقلب نسبة التركيبة السكانية من 70% وافدين بمقابل 30% مواطنين للعكس.
وإلى هنا الوعد واقعي وقد يكون منطقيا أن يحظى المواطن بنسبة أكبر بمقابل الوافد، ولزم التنويه لفئة المقيمين الذين ولدوا وأبناؤهم في الكويت ويريدون الاستمرار بالإقامة في الكويت، فهؤلاء نطالب لهم بمعاملة مختلفة وعادلة أخصص لها مقالا آخر، بينما، وعودة الى تصريح رئيس الوزراء، عندما أضاف الزمن للتعهد «بأنه خلال فترة قصيرة» ألغى واقعيته وجعل من التصريح مادة تندر للمجتمع.
العامة تنتظر أولى زلات الحكومة، فالسخرية والتربص جزء من السلوك الجماعي يلاحق به العاملون في القطاع السياسي وإدارة الدولة تستخدمه عندما تعجز الإدارة عن تلبية مطالبها، وقد يتصاعد بوجود الانتشار والدعم، نلاحظ أن استخدام وسوم تويتر إحدى وسائل التعبئة، وهذا سلوك عام جماعي لا تملك الحكومة أدوات إيقافه، وإن امتلكت فكلفته مرتفعة جدا على الأمن الاجتماعي وهو القمع، لذلك السلوك الآمن امتصاصه وعبوره بوعود بالتعديل والتصحيح والمحاسبة، وغالبا ما تسكن تلك الوعود العامة.
نهج الحكومات في الوعد غير واقعي، يصنع العامة المشاغبة «ولفظ مشاغبة وصف أكاديمي للمعترضين سلوكيا على منهجية استهتار الحكومة بحقوقهم»، فتجد الإعلام الموالي للحكومات، وهو الأغلب في دولنا، يستخدم مصطلح «شغب» متعمدا لشيطنة كتلة المنتقدين لهلامية الوعود، وليكسب تركيز ودعم وتعاطف فئة من المجتمع تؤمن بالقبول بالواقع المعلوم وإن كان سيئا لأنه أفضل من مجهول وإن كانت المؤشرات تبين أنه حسن، ومساندة فئة أخرى ينقصها الوعي ولا تعرف من الحقيقة سوى ادعاءات الوسائل الحكومية، فتقوم الحكومة المهيمنة على الإعلام بعمل التوجيه والتعبئة ضد أصحاب الحقوق والمطالب المشروعة لتحفظ ماء وجهها بدلا من أن تلتزم بواقعية الوعود. في بيئات الجهل السياسي وخلل نظام المشاركة الشعبية هذه هي معادلة الوعود والموعودين.
راقب وعود المرشحين، دونها، قس إمكان تحقيقها وواقعيتها.
ثم صوت.