إنما إلى أولئك الذين يرون رمضان عبئا على أوقاتهم، روتينهم، عملهم، لمن يجامل بصوم اضطراري، ويقف في أول صف في صلاة التراويح مسترقا النظر يمنة ويسرة ليراه سكان المنطقة ضمن التسويق لحملته الانتخابية للجمعية أو المجلس البلدي أو الأمة، أو حتى ليقال إنه يصلي في المساجد إذا تقدم للزواج.
هذه المقالة للأخت التي تمن بصومها على الله، ولا تعيد دينها (الأيام التي تفطرها لعذر شرعي) معتبرة إياها رخصة شرعية، مستفتية قلبها المليء بالكبر الذي يحجب الفقه، لك يا من وهبها الله الإسلام بالوراثة فولدت ناجية موحدة، فصرت تشترطين على الدين وتجدين لكل شعيرة وفرض وأمر شرعي حجة للتشكيك للامتناع عن أدائها، أقول: أستحي من الله.
رمضان جند الله وسبحانه الغني عن طاعة العالمين، والإسلام منصور بذاته، المحك هو أنت: أين أنت في هذا المشروع؟ ما موقعك عندما تقف الأمم بانتظار استلام الصحف وتقارير الأداء الختامية؟ لنقل إنك ترى في الشعائر ما ترى، ولكنك تجهل أن ما تراه رأيا ليس إلا لجهلك في العلم الشرعي وليس لأنك ذكي واكتشفت ما لم يكتشفه أهل القرون الأولى الممدوحون من المصطفى صلى الله عليه وسلم بوصفهم بالخيرية.
لكَ ولكِ أقول: لست أهاجم أو أنتقد أو أنصح أو أرى نفسي مع الفريق المضاد لكم أعلى درجة، كلنا خطاؤون وخيرنا التواب، ولكن التوبة ألا يسبقها الاعتراف بالذنب؟ هنا المعضلة التي يواجهها المعنيون بالمقال بوعيهم أو بغفلة، إنهم لا يشعرون بأنهم مذنبون، هذا الفرق بين الفريقين، فريق غير متكبر أوعاص بالأصالة وسبق الإصرار، بل يفعل لضعف ويعلم بأنه على باطل، وفريق مجادل بغير علم.
التواضع لله والخشية منه، عبادات قلبية، مثلما الكبر ذنب قلبي، اعصه في داخلك لتبدأ رحلة العلاقة الطيبة مع ربك، سابق للصف الأول لأن أجر مصليه أكبر وكبر للكبير فيصبح كل ما دونه بحجم الذرة لا قيمة له وكل شيء دونه، إقض دين صيامك لأن الله أولى أن تؤدي حقوقه عليك، واطلقي رصاصة على هواك اقتليه لتنجي.
إن سلعة الله غالية ثمنها انكسار القلوب عند بابه.
kholoudalkhames@